فكر وادب ولغه

آخر أيام ديسمبر

كتبت .آلاء إبراهيم

آخر أيام ديسمبر

لقد كان عاماً مليئاً بكرم الله المُختبيء في ثنايا الأيام . ف على قدر مشقة الألم الذي كان عنواناً للرحلة إلا أنه كان بمثابة نبراس للعتمة التي كانت برفقته .

كنا أقوياء على قدر كافٍ برغم كل شيء . برغم التفريط في الكثير من الحقوق وقول ” نعم” وبرغم الإفراط في المشاعر لمن لا يستحق ولكن كل هذا تجاوزناه ، تجاوزناه معاً بلطف من الله وعونه .

يوماً قرأت مقالاً لطبيبة نفسية تدعى إليزابيث كوبلر وكتبت فيه نصاً ” في الواقع سوف تفجع دائماً و أبداً ، لن تتجاوز موت مُحبٍ بل سوف تتعلم أن تتعايش مع هذه الخسارة ” .

لم أكمل المقال من شدة الألم الذي حل بي عندما وقعت كلماته في قلبي كهبوط جسم أحدهم من الطابق العشرين ! ذلك الشعور المرادف للموت ، وكأن قلبك يتوقف للحظات عندما تتذكر لحظة فراق أحدهم فتنعي نفسك لنفسك وبنفسك وتربت على كتفك بيديك وكأنك تعيد إحياء ما تبقى من فتات روحك عندما شهد قلبك لحظة الفراق تلك .

ولكنني أدركت مع مرور الوقت أن كل شيء يمر بالتجاوز وعلى مر السنين لا ننسى الألم بل نتناساه حتى يقل حجمه ليصبح كحبة الخردل على عقلة إصبع من أصابع اليد ! أدركت حينها أن التجاوز نعمة تستحق الشكر فعلاً.

وصدق من قال إنه لا يشترط في اللطف ذهاب البلاء بل يكفي نزول السكينة . بالطبع السكينة هي المُراد في كل وقت وحين . وأخيراً تذكروا دوماً قول الله تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى