من ١٤٤٠ عام دعوة الرسول لبناء المريخ و الانسان
كتب: أ.د. أحمد يحى راشد
أستاذ العماره ومدير مركز فاروق الباز للإستدامه ودراسات المستقبل بالجامعة البريطانيه (FECSFS)
الخروج والهجرة
كل عام وانتم بخير
ومع التهنئة دقائق للعبرة والتهيئة لمناقشة الامر يمكن نكسب ثواب عظمة الهجرة في زمن 1440 سنة ودائما وابدا درس ومنهج لليوم والمستقبل
الاحتفال بالهجرة والتعامل معها لايزيد عن كونه عادة
وعادة مملة
وعرض افلام فجر الاسلام، هجرة الرسول، الشيماء، انتصار الاسلام، بلال مؤذن الرسول
ورابعة العدوية وغيرها من افلام
نتفكر في ذلك الدرس العظيم اعظم درس في الحياة بسذاجة عرض افلام قد يكون لها في وقتها دور في نشر القيم والدين بفن — أفلام ابيض واسود في زمن لا يمكن قبول المدلول والمقصد من عرضها في وسط كم لا نهائي من علوم الحياة والابتكارات والابداع والطاقات وشباب من جيل الملينيوم (الالفية 1982 -2000) وما بعد ذلك الجيل (Z) من 2000 حتي اليوم
ولأني في دعوتي للخروج من الوادي لمصر 95% دائما ما اجعل من قدوتي الرسول صلي الله عليه وسلم في خروجه من مكة لأنه ودعها قائلا «والله إنك لأحب البلاد إلي الله وأحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت»
وعلي قدر ما يتناول الاعلام والشيوخ وخطب الجمعة بأن هجرته الشريفة درسا في تعلم الأجيال حب الوطن, والانتماء له والدفاع عنه, بكل غال ونفيس.
علي قدر من ان في نفس الوقت الهجرة الشريفة دليل علي ان اذا ضاقت سبل العيش والدعوة في مكة احب البلاد لله والتي معها الركن الخامس للأسلام لن يتحقق الا بالحج في مكة وان خروج الرسول من مكة بعد دعوة استمرت 13 عام (3 في السر و 10 في العلن) وفي امر يمكن ان يجعله الله لدعوته كن فيكون دون ان تمر بكل احداث 23 عام حتي فتحت مكة مرة اخري، جعل كفار قريش وساداتها يحتفلون بانتصار آلهتهم علي دعوة محمد (في ذلك الحين) في امر اعلان هروب محمد بمفهومهم في وسط كل قبائل العرب كافي بأن يقضي علي الدعوة من اساسها في زمن كان الجمل وسيلة الاتصال والزمن له مفاهيم واثر وتأثير يختلف عن ازمنة نعيشها وازمنة قادمة
نضيف لذلك ان خروج سيدنا محمد مع سيدنا ابوبكر ليذهب الي يثرب التي كانت قبيلتين تتناحرا مع يهود يؤججون الفتن ومن اول يوم لوصوله وبناءه لمجتمع جديد برصيد المؤمنين الصادقين بالدعوة في 13 عام بمكة، مع بعض العقول برزق من الله من اهل يثرب.
ومعها لقطة الخروج بما يزيد عن 400 كيلومتر في صحراء قاسية، واقسم بالله انه بالقياس في هذا الزمن والتقنية هو بمذابة الانتقال للحياة في القمر او المريخ
وانا اكتب تلك الكلمات ادرك قلة حيلتي وانا اعاتب المنظومة علي تفاعلنا مع 1440 سنة من حدث الهجرة او الخروج
اصبحت عادة دون ابداع او تفكير او تنوير وانا اتمني انها تكون مساحة ايمان لأجيال نتفهمها حتي نتخاطب معها (وهذا امر لابد من المصارحة انه ينقصني وينقص المنظومة)
فكل جيل من 1900 كان له ضغوط ومخرجات من جيل الناضجين 1900 حتي 1946 (حربين عالميتين)، لجيل الانفجاريين 1946- 1964 بعد الحرب العالمية وصراعات الفضاء ثم مجموعة اجيال (جيل X من 1965- 1982) و (جيل Yمن 1983 – 2000 او جيل الالفية الملينيوم)، ثم نحن في الجيل Z من (2000 الي اليوم) وهو جيل قادم يدرسها العلماء واستفاد منها التجار حيث ان جيل (z) يصنع أدواته ويسبق عصره
مع تلك الاجيال كيف نتعامل مع درس دروس الحياة والتي يتعامل معها كل اصحاب الدعوات والمؤمنين بدعوتهم حتي لو كلفتهم اجيال واجيال
فأكاد ازمع ان وكالة ناسا مع ايمانها بمحدودية مقدرات الارض وسعيها في بناء مجتمعات في القمر والمريخ تقهمت درس الخروج لسيدنا محمد
معها يمكن توظيف كل اسباب العصر والعلم والتكنولوجيا لتلك الدعوة فتكون هناك اجيال مؤمنة ووقود ونفس طويل في تحقيق الهدف والمقصد
من ذلك الفهم مؤكد اننا لم ولا ولن نتفهم كيف نتعلم من الخروج من مكة للخروج من المازق في وادي ضيق نعيد نفس التجارب المثبت فشلها بنفس المنوال – ونجعل من العلم والتعليم تمثيلية غير منتجة لطاقات او افكار (مشروعات في جميع المجالات بسفله من مكاتب او افراد اصبحوا يعلنوا عن انفسهم ويطالبوا بان يكون لهم داعيين في كل المؤسسات والجامعات والمدارس – قصة مؤلمة، والمشكلة ان في من هؤلاء بتلك المكتسبات ممكن يروحوا يعملوا عمره او حتي الحج (لمكة والمدينة والخروج والهجرة) دون خجل او فهم لمبررات العبادة والحياة
هنا اؤكد ان الكثير يعمل يوميا وهو ويسعي ويتكسب ويتصور انه يعيش او وطني او مؤمن او ضحية دون وعي من السعي
كنت اليوم في مؤتمرا مخلص جدا في بحث الافاق بالتكنولوجيا وكثيرا من الموضوعات والدراسات والابحاث ولم يكن هناك ايا من اجيال الملينيوم (الجيل Y) وطبعا الجيل (Z) وكانت السيطرة لجيل الناضجين اية والله في اخر مراحله (يعني 1930 ) وجيل (الانفجاريين) والذي انا في اخره (1962) وقليل القليل من الجيل (X) ، اما ما بعد ذلك مفيش ولا واحد
سألت نفسي لماذا الطاقات مهدرة ودائما يكون هناك وصاية من اجيال لأجيال – ثم وجدت من نفسي اني عندي كثير من نفس الداء – ويمكن حتي ما اكتبه الان لن يقراه احد – اولا الناس مش فاضية وكل عمال يرسل ليا في الواتس والميل والفيس ماسيجات بتهنيني
وانت عمال تقول طيب لو الواعي قبل الساعي ونخلي الخروج من الوادي مثل الخروج من مكة لبناء مجتمعات جديدة يمكن معها ان نؤمن بها لنستطيع ان نقيمها نتعلمها ونحلم بها – فيكون الكيف وليس الكم فلا تهدر الطاقات والاحلام فيما كان يمكن معه في بناء الانسان بناء سفينة نوح قبل الطوفان
الخروج من مكة لم يكن معناه حب الاوطان ولكن كان معناه ان لو ضاقت بك فأخرج لما الله يسر لك بك مساحات
كنت بتسأل ليه متبقاش مسابقات وافلام وسوشيال ميديا ونقاشات عن تطبيقات الهجرة في مواجهة التحديات ومتبقاش اشعار ومداحين ولكن تقنية وعلم وانطلاقات
بحاول والله اطور نفسي بشوية حلقات وافكار وقضايا (دقائق سيفليزولوجي) – وومعها استخدام بعض وسائل وسبل تسمح بالتواصل مع الاجيال الحالية والقادمة لنصل الي فهم واستيعاب ان في لحظة في الحياة النفس سيكون خرج ولم يعد
عمر ونور واوشي شايفني قديم قديم قديم وكثير شايفين كدة
وكان اسهل شئ امسك الموبيل بعد يوم طويل وحرارة وكحكحة وارسل هنا وهناك
ولكن احتراما للرسول ولدعوته والخروج (والهجرة)
كتبت الكلمات وانا متأكد انه لن يصبر عليها ولا X أو Y أو Z
ولكنها كلمات تصبح حجة علينا وعلي الجميع
اترككم مع عادة الافلام الابيض والاسود
سنة جديدة سعيدة
والله المستعان
بداية لحظات 1440 – 11 سبتمبر 2018 بعد 17 سنة من احداثها