فولدر
كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط
اقلب فى هاتفى المحمول لاجد ذاكره الصور بها تلاته عشر الف صورة، ابتسمت لانى بالرغم من انى عاشقه لالتقاط الصورالشخصية وصور الطعام والطبخات والمناظر الطبيعيه وغيرها الا اننى قد اكون لا اعلم محتويات هذا الفولدر ، اى انى صورت العديد من اللقطات وانتهى بها الحال منسيه فى هذا الجهاز..
تذكرت انى ورثت هذا الادمان من ابى ومر امام عينى شريط من الفوتوجرافيا وافلام لم تحمض والبومات من الصور اتذكرها بتفاصيل يومها وكيف تم التقاطها ومع من واين ، واشفقت على الجيل الذى لم يرى الا كاميرات الهاتف المحمول فقط ،لقد حرم الكثير فى حقيقة الامر
فانا اتذكر هذه الصوره وانا طفله فى زى السباحه الاصفر ذو الفيونكات الملونة مع اخى بزيه الازرق للسباحة على الشاطىء المزدحم بالمصطافين ، اتذكر حتى رائحة اليود والطائرة الشراعية وام الخلول وعودتنا لنتنافس من سيأخذ حمامه اولا ليتخلص من الرمل وليتناول الغذاء..
وهذا البوم الصور الذى تم التقاطتها فى فترة عمل ابى بالسعودية اراه فاتذكر كل الجيران من الجنسيات المختلفة فهذه ام خالد الفلسطينيه التى كانت دائما ما ترسل احد بناتها بطبق به المعجنات الفلسطينية الشهيره لامى لتملاه امى بعدها باكلة مصريه وترسلنا به، وهذه ام احمد اليمنية التى كانت تتصف كمعظم اهل اليمن باللين والطيبة المتناهية، وحفلات الشواء العائلية على كورنيش الدمام ..
وهذا البوم اعياد ميلادى واصدقاء الطفولة ، ها نحن بنفس تسريحه الشعر وكاننا مجموعه من الهيبز ، تضحكنى صور مراهقتى كثيرا ،كيف كنا نصتف ليبدا من يلتقط الصوره بالعد واحد… اتنين… تلاته … قبل التقاط الصورة التى دائما ما يكون احدانا مغمض العينين فيها لكن لا نعرف ذلك الا بعد التحميض …
كل صورة تمثل حقا مجموعه من الذكريات والاشخاص وحتى الروائح، وكل مرة تفتح الالبوم لترى الصورة فتستشعر كل احساس من جديد ، اما هذا الفولدر اللعين على هاتفى المحمول به صور صماء لا تحمل الكثير من الذكريات بل ان معظمها صور تم التقاطها ولم تشاهد مرة اخرى…
اصبحنا فولدر على جهاز هاتف محمول دائما لكن يعتليه التراب الالكترونى من قلة التصفح فى محتواه ، اشفق على جيل لم يشم رائحه الصور الجديده ولا لوعه انتظار استلامها من الاستديو،و فرحه ترتيبها فى البوم يفتح كلما تثاقلت علينا الايام ليغير لنا الحالة المزاجية ……