كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط
هذا المكان ياتى اولا عندما يتقرر اننا نريد تغير جو لكننا لسنا بصدد خروجه فعليا ، هنا ياتى دور ستاربكس معلنا عن نفسه ، دائما ما يمثل لى هذا المكان جملة الفنان الراحل محمد شرف فى فيلم ” ” متحدثا عن القهوه البلدى “بحبها يا أخى بتحتوى البنى ادم كده ” هذا ما يفعله مقهى ستاربكس معى يحتوينى ويثير شجنى …
لو ذهبت الى هذا المقهى ستجد نفس االانواع من البشر باختلاف اسمائهم واشكالهم ، دائما ما تجد مجموعه من الشباب تتراوح اعمارهم بين السادس عشر وحتى الخامس والعشرون يتحدثون عن احلامهم وطموحاتهم و كأن المكان هو مجموعه علاجية نفسيه ، يستمعون لبعضهم البعض باهتمام ويحتون بعضهم البعض باحلامهم الغير منطقيه فى كثير من الاحيان ، فهؤلاء يتحدثون عن رغباتهم فى السفر حول العالم واخرون عن رغبتهم فى اخذ كل الكورسات الممكنه والغير ممكنه وغيرهم يتحدث عن كونه اقرب ما يكون من كونه صاحب مشروع وعمل مستقل …
وهناك بعض الشباب والفتيات كل منهم يجلس على طاوله منفصلة بمفردهم امام شاشات اللابتوب يعملون بجديه وبنظره ثاقبه حتى انهم يقنعونى لوهله انهم على مشارف اكتشاف حل لمشاكل للفقر والتعليم ، او اختراع لعلاج امراض مزمنه…
وهناك صنف وهم من رجال الاعمال للمشروعات الصغيره تتراوح اعمارهم ما بين الثلاثينيات و اواخر الاربعنيات يقحمون انفسهم بين الشباب رفضا منهم التخلى عن شباباهم ولكنهم فى مرحله النضوج بحيث يعقدون اجتماع عمل ذو طابع جاد وناجح …
تتعالى اصوات الجميع وكأنهم يقدمون عرضا امام الشركات او فى مؤتمر تيديكس لنشر قصص النجاح غالبا ما يكونوا على معرفه ببعضهم فمن يدخل يقوم بالقاء التحية على اكثر من طاوله حتى يستقر على طاولته ومجموعته الخاصه ..
وكأن هذا المكان رحم يضم اجنه باحلامها وطموحاتها ، سيظل الشباب يجتمعون هنا حتى يصبحوا اصحاب مشاريع صغيره او موظفين فى شركات ويعقدون اجتماعتهم كرجال الاعمال الصغار ومن ثم ستصبح ستاربكس محطه ينتقلون بعدها لمرحلة الولاده الى مقهى اخر ذو طابع اكثر احترافيه ، هذا النوع من المقاهى الذى يأتى اليك النادل لاخذ طلبك بعد أن كانوا يقومون بانفسهم لاخذ طلباتهم فى ستاربكس ، مكان اكثر نضوجا يتحدثون فيه بهدوء اكثر ومنطقيه اكثر فبدلا من الرغبه فى لف االعالم اصبح الهدف السفر الى مدينه بعينها والسعى للحصول على الاجازة والتاشيره والمال لهذه الرحله الذى سيترتب عليها بعدها التعويض بالعمل ثم العمل ..
أنظر اليهم بغبطة ، أتمنى أن اجتمع بأصحابى ونتناقش نقاشات بناءه ونحكى عن طموحنا واحلامنا ، واشعر بالشجن لمجرد رؤيه الشباب العجوز هذه المرحله التى يكبر فيها الجسم وتختلف الملامح مع ظهور بعض الخصلات البيضاء بينما القلب ولسان الحال مازال فى العشرينات ..
ستاربكس هو مرحله شبابنا وأحلامنا وطموحتنا ، هو كبسوله الامان ،اذا كنت فى ستاربكس اذا انت شاب ومازال امامك فرصه ومازلت تستطيع ان تحلم مهما كانت الظروف والمناخ العام ، وبالانتقال الى مقهى اخر فالتعلم جيدا انك نضجت وان سقف احلامك وطموحاتك لابد ان ينخفض ويصل الى الحد الذى ترى فيه الظروف كعامل نجاح أو فشل …
عندما بحثت عن سر هذا المكان لم اجد الا انه بدأ كفكره على يد ثلاثة شركاء وهم مدرس اللغة الإنجليزية (جيري بادوين) ومدرس التاريخ (زيف سايغل) والكاتب (غوردان بوكر) وكأنها مدرسة للأحلام نشأت على يد معلمون وأصحاب رؤيه لاحتواء هذه الاجيال وتنظيم فوضتهم ..
أشعر أن بداخلنا جزء لن ينتهى من ستاربكس مهما كبرنا أو نضجنا ، سنظل نحن الى هذا المكان من الحين للاخر ،وسيظل يحتوينا مهما شعرنا بغربتنا وسط هذا الطموح وهذه الاحلام الجارفه…..