فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

الخلطة السحريه

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط 

قادنى حملى الى احدى جروبات الامهات التى يتشاركن فيها الاسئلة والخبرات وايضا الشكوى ، كم ساعدنى هذا الجروب وهؤلاء الامهات فى الكثير من مراحل حملى وولادتى وايضا فى اسئلة تخص ابنتى .

منذ يومين تفاجاءت بأم تخبر الامهات ان ابنها الذى لم يتجاوز الاربع سنوات عائدا من الحضانه ليخبرها بان زميله له فى الفصل اخبرته بان الكبار يقبلون بعضهم مع بعض التفاصيل التى نستشعر الحرج نحن الكبار فى الكلام فيها وترجو الامهات ذوى الخبره فى نصيحتها ، جاءت بعض التعليقات مازحه والاخرى غاضبه فيهم من يطلب منها ان تخبر والده الطفله والاخرى تنصحها فى الكلام مع ابنها بهدوء..

أما انا فى حقيقه الامر كان تعليقى ” هو انا ينفع معلمش بنتى واجوزها لما تكمل سنه ” ، قد يبدو تعليقى مازحا كالتعليقات المعقبه لشكوى الام لكن فى حقيقه الامر أنا حقا مرتعبه ، ما هذا الهراء هذه كارثه ماذا رأت هذه الفتاه لتقول هذا ، كيف سأربى ابنتى فى منتصف كل هذا الهراء ..

كل يومين نسمع فاجعه هذا جد تحرش باحفاده وهذا اخ تحرش باخته وهكذا وهكذا من الاخبار التى تدمى لها القلوب حقا اكاد اتمنى انى لم اخرج ابنتى من احشائى لحمايتها من هذا العالم الموحش..

لم تعد التربيه سهلة كما كانت من قبل ،نحن نحارب لا نربى ، نحارب وسائل اعلام نحارب تكنولوجيا مفرطة نحارب تحرش لفظى وجسدى نحارب تنمر ونحارب ايضا من اجل لقمه العيش ، نحارب لتوفير المستوى المعيشى المناسب والتعليم المناسب نحن مجهدون حقا ..

كيف سأعبر بابنتى الى بر الامان ، أعلم جيدا اننى مهما كنت لها طوق النجاه انها فى وقت ما سوف تكون وحدها ستواجه العالم بمفردها كيف اعدها لهذا اللقاء ،الهدف نبيل لكن الطريق اليه وعر وكله مصاعب .

كيف لنا من سبيل لنخرج للمجتمع فتاه ناضجه على قدرمن التدين لتميز الحلال والحرام  والصح والخطأ حتى لو كان المجتمع من حولها يجمل الخطا والحرام ليظهر بالمظهر المبهر وايضا لها رأيها ولها مستقبلها العلمى …

ماذا تغير فى المجتمع لماذا اصبح بهذه الوحشية وهذه العدائية  ماذا حدث لما كانت تحكيه امى وجدتى أن الفتاه كانت تمشى فى الشوارع ليس فى حماية اهلها واقاربها فقط بل فى حماية كل شاب يمر بجانبها ولا يعرفها…

سيعلل البعض أن سبب هذا نزل الام للعمل مثلا ، ردى سيدى وسيدتى المعترضه على نزول الام  للعمل وتحقيق ذاتها ،زمان عندما كانت الام متفرغه لبيتها لم يكن التفرغ الذى تقصدوه ، فكانت الام يوما عند الخالة فلانه ويوما فى عزاء العم فلان بالثلاث ليالى ويوما مع العمه فلانه ليشتروا مسلتزمات العرس ، اى انها كانت مشغولة بالحياه العامة كعدائين المارثون ، قد يمر اليوم ولا تعرف ماذا حدث مع اولادها ..

نرجع لموضوعنا فى ماذا سنفعل مع هذا النشىء الاخضر العود حتى لا ينخره سوس المجتمع  ، هل نصاحبهم ونتقرب اليهم ؟ هل هذا التقرب سيشوش مفهوم الابوه والنصيحه عندهم ، ام سيقوى الرابط الاسرى بين الاباء والامهات وابنائهم …

اتمنى ان استطيع الاجابة على سؤالى قبل ان تبدأ ابنتى مرحله خروجها واحتكاكها بالمجتمع بما فيه وله وعليه ، و ان اكتشف الخلطة السرية للتربيه السوية …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى