منى الحضري تكتب: “حدث ذات قلب”
كتبت .ا.منى الحضرى
المحاكمة
في الأحوال العادية أنا ووحدتي رفيقتي طريق تواسي كلانا الأخرى وتبتسم في وجهها وتمسح بحنان أم على رأسها كل مساء، ولكن إذا جد جديد طاريء تتجسد كلانا للأخرى فلا أنا أرضى ولا هي تسامح.
دوامة
تلك الهُدنة التى نمنحها لأنفسنا بعد كل تجربة لم تصادف توفيقاً ما هى إلا كِذبتنا الكُبرى، تلك الدوامة التى صنعها خوفنا من المواجهة، دوامة من الوهم المُر تأتي على ما تبقى منا، تُغرقنا فى بحر من الرجاء وطول الأمد، وتبتلع معها أحلى سنين العُمر.
أبداً
أما بعد، وأقسى من ذاك الألم تلك الإبتسامة البيضاء التي نتوارى خلفها، ثم نقابل بها العالم طواعيةً رغم ظلمنا إياها إذ كونها لم تخذلنا أبداً.
ذاك الحرف
ويحدث أن تكون المشكلة كوننا نعلن أن القليل يكفينا في حين أننا في واقع الأمر لن نرضى بغير الكل، وفي رحلة الأمل قد نمتطي مركبة الحنين إلى ذاك الحـرف بينما قلوبنا لم تزل تتطلع بحذر الخائفين إلى كنز الأبجدية.
المربع صِفر
ليست المشكلة أن نبدأ من الصِفر، ولكن المشكلة أن يظل الصِفر صِفراً مهما بذل، ومهما صبر، ومهما مر من زمن.
وفي النهاية كلمة أخيرة:
لا تلقي بنفسـك في النار وتلتمس النجـاة من لهيبها، فإنما الأصـل في النار الحــريق، وكل ما عداه كالنور والأَنس وربما الدفيء أمور ثانويـة وضـرب من صنع خــيالنا المتعب.