فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

الجبار

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط 

الجبار

هذا الاسم من اسماء الله الحسنى اعجاز علمى فى حد ذاته  , فالله جبار عندما تسمعها فى بادىء الامر يعتليك الخوف من عظم الصفه والموصوف .

فى احدى الرمضانات عندما كنا نلتف حول الشاشات أمام عمرو خالد فى برامجه كل رمضان والتى اثرت فى جيل كامل حتى وان اختلفت الاراء عليه الان ,لكنه فى ذلك الوقت كان صوتا مؤثرا جدا فى حياتنا الدينيه  ، كان البرنامج هذا العام عن أسماء الله الحسنى وفى كل يوم كان يتناول اسم أو أكثر ويبدأ بتفسبر معناه .

وفى يوم تفسير اسم الجبار وقعت فى حب هذا الاسم كما لو اننى لم اسمعه من قبل قط  ,  فللاسم معنيين أما الأول فهو المتعارف عليه جبار أى قوى عظيم  ذو هيبه وغضب شديدين ، أما المعنى الذى وضحه عمرو خالد هو “جابر الكسر” يا الهى ، ما هذا التحول العجيب فى المعنى حتى يكاد يكون المعنيين متضادين تماما .

فالله جابر الكسور ، عندما نكسر وهذا يحدث كثيرا فى مشوار حياتنا ، كسره لضيق رزق، لخيانه صديق، لكلام جارح،والكثير من الاشياء التى تكسرنا ، فهنا نحتاج الدعوة لله بأسمه الجبار أن يجبر كسورنا وجروحنا .

كثيرا ما نسمع مصطلح “جبر الخواطر على الله ” وفعلا  نمشى فى الدنيا بخواطرنا فتتمزق من هذا وذاك والموقف الفلاني ،ثم نأتى اليه فى سجده ربما أو حتى فى نظره من النافذه الى السماء وربما وقت تساقط الامطار ونقول يا رب  فقط يارب ، فتأتى نعمه الله بجبر الخاطر وتقوم بتتطيب ما فى القلب من جروح .

وقد تأتيك النعمه بطريقة غير مباشره , وأيضا هذه معجزة اخرى عظيمه ، فلم يأثرها الله لنفسه ، فوضعها فى الكثير من العباد ، فترى الكثير من عباده يمشون فى الارض لجبر الخواطر .

دعوة أم لك فجاءه بصوت عالى لتسمعها وتستقر بداخلك لتمنحك اليقين بتقبلها ، حضن طفل صغير لك فكأنك تحتضن من قطعه من الجنه بيضاء لم تتلوس بعد ، زياده فى الراتب لم تتوقعها وجاءت وانت فى امس الحاجه اليها ، زوج يشعرك بالامتنان ويشعر بتعبك ، زوجه عطوفه مقدره للظروف ،أب ينقذ وقت السقوط  ، أخ تتمنى فيحاول تنفيذ ما تمنيت ، صديق يفهم انك فى ضيق وان لم تشتكى قط حتى فى فنجان قهوة يأتيك فى وقت كنت تريده بشده فترتشف منه باستمتاع وكأنك لم تذق القهوة من قبل..

لو بحث كل منه فى لطيف ما حددث له فى حياته وكيف أن موقف فجاءه لم تتوقع حدوثه جاء ليجبر خاطرك ستجد اننا بقدر ما يحمله هذا العالم وهذه الدنيا من مشقه لا أن الله موجود بذاته أو بتكليف عباده ليجبروا الكسر والخاطر .

لنكن بالذكاء الكافى لقراءه رسائل الله لنا والذى يرسلها تباعا عل وعسى أن نكون له شاكرين ، وذلك مع العلم أننا مهما شكرناه لن نوفيه قدره ابدا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى