فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

رمضان أهلا

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط

رمضان أهلا

 

ها قد حل شهر رمضان الكريم علينا, كل عام وكل قارئى هذه السطور بخير وسعاده، رمضان شهر ملىء بكل شىء، فهو ملىء بالعطايا والطاعات والثواب والحسنات لمن اراد ذلك، كما انه ملىء بالسيئات والمعاصى لمن اراد ذلك ايضا ..

لفتت نظرى مقوله للعراب انتشرت فى وسائل التواصل الاجتماعى ” محتواها  ان الشهر الكريم اتى واكتشف العراب ان قراءه القران وصيام النوافل وقيام الليل كان امرا هينا طوال السنه لكننا نحن المتقاعسون”، الوم نفسى ان منذ ولادة ابنتى اغفلت النوافل كلها للاسف ..

لا يحب زوجى القاهرة القديمة، اختلاف جوهرى فى شخصياتنا كثيرا ما اشتاق لشارع المعز والازهر والحسين، بزقاقاتها وشوارعها المزينه واصوات التواشيح ومساجدها المزينة المضيئة وسحورها فى الشوارع  وبائعين السبح الجائلين والدراويش حاملين البخور والكلمات ذات القافية والغير مفهوه، والمبانى القديمه التى تجبرك أن تنسج بخيالك قصه لها من عصر المماليك والمشربيات والحرملك والارضيات الاندلسية والفن المعمارى الاسلامى القديم, كم اعشق هذه الاجواء, لقد ورتث هذا الشغف من ابى اطال الله عمره ومتعه بالصحه..

اتذكر فى اول زواجى طاوعنى زوجى واحقاقا للحق لا اعرف هل السبب حبه لى أم انها زهوة البدايات، واخذنى مرة الى الحسين ومرة الى شارع المعز، وكانا مشواريين عجيبين حيث اننى احيانا كنت انظر اليه فاجده يشعر بالاختناق من الاماكن لازدحامها ومائل الى حمايتى وكأننا فى وسط مجموعه من اللصوص، لقد اعتدنا المزاح كثيرا بشأن هاتين الزيارتين..

دائما ما اشعر ان رمضان افضل كلما توغلنا فى شوارع القاهرة ، فهناك ما يسمى اليوم “برمضان نايت” والسحور على اسطح افخم الفنادق، والافطار بالبوفيه المفتوح على انغام الموسيقى والمقاهى وغيرها، لكن رمضان الحقيقى فى الزينه اليدوية على البيوت فى الحوارى المصريه وموائد الرحمن والحوارى وتبادل الاطباق فى البيوت وفى اصوات لعب الاطفال بعد الافطار وفى اقفاص العيش الساخن محموله على الرؤوس والزحام على محالات الطرشى وكأنه يوزع مجانا ..

فى اصوات التامين بعد الدعاء فى التراويح وفى توزيع التمر والمياه على طرق السفر، على صوت النقشبندى قبل الفجر، وصوت محمد رفعت فى القناه الاولى رافعا اذان المغرب وفى الخلفية مساجد مدينه الالف مأذنه، فى وقوف أمى لتطهى لنا ما لذ وطاب،وتسوق ابى قبل الافطار، فى تجمعنا حول مائدة واحدة …

شهر عظبم دائما ما يأتى بالكثير من العطايا والكثير الكثير  من الحنين، رمضان كريم يا مسلمين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى