فكر وادب ولغه

يحدث في كل زمن

كتبت .منى مجدى زكى المليجى

يحدث في كل زمن

وافترقا..

وتحرك من مكتبه بصعوبة وكأنه يمنع نفسه من الذهاب إلى هناك ولكن قوة غريبة تدفعه ليكمل تلك الخطوات ليفتح ذلك الباب، وكأن جسمه يزداد وزنا ليمنعه من الحركة وقدميه تغوص من تحته وتشده إلى الثبات في مكانه لكي لا يصل إلى هناك.

إلا أن وصل أخيرا بعد حرب عنيفة مع نفسه إلى باب صغير يقع في أخر ممر في المنزل. وقف لحظة وضغط على المقبض بكل قوته وكأنه يريد أن يثبت لنفسه شيئا ما يعرفه ولا يريد أن يعترف به.

وفتح باب غرفة صغيرة جميع جدرانها مملوءة بلوحات ذات ألوان ورسومات وبعضها مناظر للطبيعة، تلك الغرفة التى خصصتها له ليجمع كل لوحاتها التى كانت ترسمها له.

مازال كل شيء كما تركته، ونظر في أرجاء الغرفة كلها وكأنه يريد أن يطمئن علي كل ما فيها.

كل لوحاتها كما علقتها بنفسها، حتى أدوات الرسم والألوان والفرش كما تركتها على المكتب الذى بدا عليه آثار مرور الوقت من تغير لون زجاجه بأتربة الفراق، وفجأة تذكر كلماتها وكأنه يسمعها بجواره قائلة له: قريت اللوحة الجديدة ؟ وكان يتعجب من سؤالها، ويقول لها: قريتها ازاي يعنى.. قصدك اتفرجت عليها. فتنظر له في هدوء وتبتسم.

ونظر إلى إحدى اللوحات بتركيز وذهل مما رأى!! إنها حروف اسمه وأدار عينيه للوحة ثانية، بألوان وفكرة مختلفة وكأنه عرف عما يبحث حروف اسمه موجوده هنا أيضاً.

وقرأ جميع اللوحات ووجد حروف اسمه فى كل لوحة، وفى كل مرة بتصميم مختلف.

صدم مما رأى الآن فهم معنى سؤالها. الآن أدرك معنى ابتسامتها الهادئة. ياليتنى قرأتها كما كانت تريد. أأقول لها أنى فهمت الآن أم لم يعد يجدي أن تعرف؟؟.

#منى_المليجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى