العيون الحزينة
بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك
هذه العيون الحلوة من بلادي، برغم حزنها لا تزال تضحك للسماء، وتغني للقمر والنجوم، قبل عشرة أعوام كنت أراها هناك على شاطئ البحر، برفقة حبيبها، اليوم تركها وحيدة تواجه الليل والظلام وحدها، تغني للأغصان، تشم الورود من البستان وحدها، لا تزال تبكي صامتة حتى لا يحس بها أحد.
من شباكها الذي يطل على البحر، ترنو لأشرعة السفن؛ علها تراه قد عاد، وتمضي في الأزقة تفتش بين كل العابرين؛ علها تعثر على رسالة جاء بها أحد العائدين، تريد أن يسكن قلبها، أن تعثر على دليل يخبرها أنه لا يزال على قيد الحياة، مثلما هي على قيد الحب.
لمحت في عينيها دمعة تريد أن تسقط، وهي بكل قوة حبستها خلف الجفون، امرأة محشوة بالألم، لم تعد تضع أحمر شفاه، ولا تلبس منديلها الحريري الذي أهداه لها حبيبها قبل الرحيل وهما يحتفلان بتسعة عشرة عام على هبوطها من السماء للأرض، وعامين على بداية الهوى بينهما.
بلا أمل تحيا أن يعود، وبنفس قوة الحب تحب، ما بوسع عاشقة أن تفعل حين يسرق قلبها وغد ويرحل؟!
إنه الأمل والحب الذي يهزم القلب، والحزن الذي يملأ القلب، والدموع التي تغسل العيون ليل نهار، لم يبق لها سوى نظرة لا تنتهي من شرفة محطمة، وساقين هزيلتين لا تمل من العبور في الأزقة الضيقة.
كل الصبايا بعمرها تزوجن، وأنجبن من الأولاد ما يسد عين الشمس، وهي وحيدة بغرفة صغيرة ببيت والدها، ليس لها سوى حزن لا ينتهي، وأمل لا يتحقق