تأليف // علية مصطفى خضر
انطلقت الزغاريد في بيت(الست عديلة ) معلنة قدوم أول مولود لها ( رياض )
هكذا أطلقت عليه.
وفي نفس لحظة ميلاد ( رياض ) ولد ( أبانوب ) ابناً ( للست مريم ) جارة ( عديلة )
وصديقتها، ونشأ ( رياض ) و ( أبانوب ) معا في منزل واحد يأكلان في ( طبق )
واحد يلعبان معاً، ويذهبان لمدرسة واحدة، وظلا هكذا لا يفترقان أبداً حتى وقت النوم
كانا يناما معا يوماً في شقة ( الست عديلة ) ويوماً في شقة ( الست مريم ) .
وعندما تم استدعائهما للجيش سعى والد ( رياض ) ليكونا معاً حتى لا يفترق الصديقين
وكان لا أحد يستطيع التفرقة بينهما إلا من الأسماء .
وحتى عندما طلبت ( الست عديلة ) من إبنها أن يتزوج ذهب لرؤية العروس التي اختارتها والدته مع ( أبانوب ) وكذلك في حفل عُرس ( أبانوب ) بالكنيسة كان ( رياض ) هو إشبينه، وظلا هكذا لا يفترقان إلى أن تدخل الشيطان بينهما في صورة زوجة (رياض ) فكانت تغار من ( أبانوب ) وقوة سيطرته على زوجها، ونجحت في بث سمومها في عقل زوجها، وأفهمته أن ( أبانوب ) يتعرض لها، وأوغرت صدره ضده، وجعلت الشيطان يتلاعب بعقله، ودفعته لمقاطعة الأخ، والصديق الذي لم يفترق عنه مذ مولده.
وفي أحد الأيام، وأثناء عودة ( رياض ) من عمله ليلاً شاهد مشاجرة بين أحد البلطجية و(أبانوب ) واستنجد به صديق العمر، وقرر ( رياض ) أن يستمر في سيره، ولا يتدخل لإنقاذه، ولكن حب صديق عمره، وعشرة العمر لم تجعله يفعل ذلك، وأسرع لنجدة ( أبانوب ) من قبضة البلطجي فما كان من البلطجي إلا أن طعن ( رياض ) طعنة قاتلة في صدره، وفر هارباً، وسقط ( رياض ) مدرجاً في دمه بين يدى ( أبانوب ) وصرخ ( أبانوب ) طالباً النجدة لإنقاذ رفيق العمر، وتم نقل ( رياض ) للمشفى، وتبرع له ( أبانوب ) بالدم المطلوب لإنقاذه، وعندما استرد ( رياض ) الوعي احتضن صديقه، ونظر لزوجته قائلاً( أن كيدكن عظيم ) وقرر الانفصال عنها، والاحتفاظ بصداقة العمر