امرأت عصري
بقلم الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي محمد غزال
مكسبها الوحيد هو الوقوف لجانب الريح وليس ضدها عرفت أن قوة الصد ابدا لن تمنع الريح من اقفال الأبواب في وجهها
امرأة تعودت أن تنحني وقت تجر العاصفة كل ما يعترض طريقها لتقف مرممة خسائرها، فهي لا تنكر أن جدارية الواقع ليست خالية من الثقوب والتشققات
امرأة تعرف أن الإصلاح أحيانا اجدى من الهلاك، وأن البقاء ليس دوما للاقوى بل لمن يصاحب الظروف
إمرأة تتوسد ذكرياتها اغنى من تلك اللواتي تخلدن للنوم الى جانب مجوهراتهن الثمينة كأن الأنوثة عندهن مربوطة بمشبك ذهبي او سوار من الفضة
امرأة تميل للتبرج امام إلى كتاباتها ..تغريها الكلمات البكر والمساحات الواسعة، لا تستطيع ارتداء ثوب سندرلا فهي لا تنتظر فارسا على أبواب القصر فوحدها خواطرها من تأتي على مقاسها
إمرأة اكتالت حفنتين من قمح الحياة ورشفتين من ينابيع الخيال لا تضمأ ولا تجوع بعدها مهما توالت السنين العجاف .
إمرأة تقف في ساحة المعركة تحمل في يمينها قلمها وعلى يسارها شواهد قصتها
امرأة تكتب بدم الروح تسقط سيوفا طالما كان النصر حليفها ، مع ذلك لا مانع عندها أن تأخذ معها للعركة منديلا أبيض في جيبها فوقت الحاجة رفع الراية لا يعني الفشل بل كما آمنت دوما أنه فقط في الحروب يجوز الخداع ،و أن الوان السلام ليست للإستسلام بل لمواصلة المشوار
امرأة تتلاعب بالزمن تنجب القصائد وتلقي الأشعار . ..تبدأ صغيرة لتعود كبيرة تتقلص وتتمدد كما تتفاعل الأجسام بفعل الحرارة والبرودة
امرأة مرنة تصلح لكل الفصول والعصور …أمرأة الحقيقة وامراة الوهم الجميل فلطالما آمنت أن مساحات الحلم موجودة للتنزه في غابة الحياة المظلمة وأن بعض الأوهام تجعلها سعيدة ،ترى الخيال رئة تتنفس من خلاله لتسترجع قواها وتجمع اشلاءها المبعثرة و كأنها في نزهة داخل حديقة وسط وطن يتدمر
إمرأة لم تنسى الموت للحظة ولا تنسى أيضا أن الدنيا رفاهية تقطف الورد في طريقها نحو الفناء
إمرأة تنقش اسمها في ذاكرة كل الذين مرت بدروبهم أو مروا على جنبات حصونها
إمرأة اختارت الصمت فهو محراب سلامها ولم تتردد عن الكلام وقت استوجب الأمر أن تضع الاشياء في مكانها