المال بين الخيانة والإرهاب
بقلم .. نجوان ناجي البيومي ..اخصائية نفسية وكاتب
انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من حوادث الارهاب بشكل مؤسف ومخزي مما آثار في عقلي العديد من التساؤلات اللا منتهية حيث اعتدت أن لا اترك افكاري تمر بسلام ..سألت وتساءلت لماذا يفعلون ذلك ؟ أليسوا بشراً مثلنا ؟ هل يملكون قلوباً؟ أيعقل ان كل ذلك الجيوش الارهابية ينتمون لفئة الشخصية السيكوباتية (المضادة للمجتمع) ؟؟ ما الذي يضطر بني آدام ان يقتل انساناً مثله ومن الممكن ان يكون من نفس ديانته او جنسيته وهم في النهاية بشر بعيداً عن الاجناس والملل، وانا هنا لا اتكلم ولا اقصد بتاتاً المخططين والداعمين لهذه المجازر الإنسانية فإنهم مصنفون كخونة وهم بكل تأكيد كذلك خائنين للدين والانسانية ،ولكن في مقالي هذا ركزت اكثر علي تلك الشباب المنفذين لتلك العمليات معرضين حياتهم للموت ..حيرتني جداً طبيعتهم عندما لفت نظري موقف احد الارهابيين من خلال متابعتي لأخبار سطو ارهابي عبر شاشة التلفاز حيث قال احد الشهود انه كان يوجد اب ومعه ابنيه فتوسل الاب لاحد القتلة وهو موجهاً سلاحه صوبهما ان يترك ابناً منهم ليعود لأمه وحينها قتل الاب واحدي الولدين تاركاً الثالث يفر بقصد منه .فتعجبت كثيراً و لم يعبر تلك الموقف بسهولة من بين خلايا افكاري ؟ هل هذا القاتل يمتلك مشاعر واحاسيس ورأفة ورفق مثلنا ؟ وان كانت الاجابة نعم فلماذا يعرض حياته للخطر …وحينها تخيلت ان له اسرة جائعة من اب وام وزوجة وابناء وانه قرر التضحية بنفسه من اجل المال ليعيشوا ويتمتعوا بأبسط حقوقهم في العيش ولذلك باع نفسه مقابل المال لتلك الخونة لأنه ادرك ان في كل الاحوال يموت سواء جوعاً او مرضاً و خوفاً ،فباع نفسه ميتاً الضمير مقابل نجاة عائلته ،لن انكر بل أؤكد انه خائن ايضاً لإنسانيته ولكنه اعتقد بذلك انه اشتري اناساً آخرون …
أنها مأساة حقيقية تبرهن أن المال وقود حي لصنع الخونة في ظل الحروب والدمار و الفقر والمرض لذا وجب علينا قبل ان نبحث عن منفذي العمليات لابد ان نبحث عن من ضاعت انسانيتهم واصبحوا يشترونها لأسرهم مقابل قتل وتدمير آخرون فالجوع يدفع الاوطان لكل الجرائم والحوادث والدمار والارهاب والخيانة … فلنعمل بهمه قلب رجل واحد اصيل لنجعل وقودهم الطعام والامان وليس الخيانة مقابل ذلك …..ولا اقصد ولا انوه في مقالي هذا بلداً معينة او منظومة معينة ولكني ارفع دعوتي لمنظومة الانسانية اجمع ولكل من يريد لوطنه عيشاً امناً يملأه الحب والسلامة والعافية واعلن رفضي التام لكل انواع الارهاب علي مستوي العالم ورفضي لانتهاك الإنسانية واستغلالها بكافة انواعها و اتمني ان يسلك العالم كل الطرق الممكنة لمحاربة هذا الورم الخبيث المدمر لجسد الإنسانية لإن لحظة امان واحدة قد تغني عن كل كنوز العالم.