رائدة الأعمال الدكتورة “هند الجبالي”: مشروعها الريادي تطوعي وخدمي وهادف إلى تحسين نوعية الحياة المصرية
مشروعها الريادي تطوعي وخدمي وهادف إلى تحسين نوعية الحياة المصرية:
رائدة الأعمال الدكتورة “هند الجبالي”:
المركزية والبيروقراطية أكبر العوائق أمام ريادة الأعمال في مصر
- لابد من دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في كل المهن والقطاعات
- مؤسسات مصرية كثيرة لا تجيد لغة الترويج للمشروعات الصغيرة بين الشباب
- الإسكندرية حاضرة بقوة في مجال المال والأعمال، ولكن
- أطمح لمشاركة أكبر للمرأة في مجال الأعمال وخدمة المجتمع
حاورها: محسن حسن
تعد الدكتورة “هند الجبالي” واحدة من قليلات برعن وتميزن في مجال العمل الاجتماعي والمسئولية الاجتماعية، فهي بحق(سيدة العمل الاجتماعي) وهذا هو مشروعها الريادي الخاص في محافظة الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، ذلك المشروع الذي يلخص رغبتها في تحسين نوعية الحياة للمواطن المصري، ومن خلال ملامح المشوار العلمي والأكاديمي لها ندرك مدى اهتمامها وانشغالها بخدمة المجتمع والشباب بطريقة عملية تطبيقية وليس بطريقة نظرية مجردة؛ فقد حصلت على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، ثم درجة الماجستير في نفس المجال عن(تنمية وعي الشباب بالمشروعات الصغيرة)، ثم استطاعت مواصلة المشوار فحصلت على درجة دكتوراة الفلسفة في الخدمة الاجتماعية، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل خاضت مجال العمل التطوعي والاجتماعي ميدانياً، فاكتسبت خبرات عملية واجتماعية جديدة مكنتها من التسلل إلى الشرائح الدنيا من المجتمع المصري والسكندري وإلى باقي القطاعات الاجتماعية المصرية من المرأة وكبار السن والأطفال إلى غير ذلك. وهي ترى أن العدالة تستلزم أن تكون المرأة بجانب الرجل وليست خلفه، وأنه لا أحد يحتكر الحقيقة وحده، لذلك فإن الحرية من وجهة نظرها، تستلزم ألا يوجه عقل الإنسان فى اتجاه واحد فقط . ناقشنا الدكتورة هند فيما لديها من خبرات خاصة في المسئولية الاجتماعية، فكان هذا الحوار.
* بداية دكتورة كيف أثرت دراسة الفلسفة في مفهوم(خدمة الجماعة) لديك على المستوى التطبيقي والعملي؟
ــ خدمة الجماعة هى النشاط الذى يقوم به مجموعة من الأفراد، و لكى يحقق النشاط هدفه فلابد أن يكون العمل جماعياً فيما بينهم؛ فهنا فلسفة العمل من أجل الجميع وبالجميع هى الأساس، وهذا يدل على التعاون والمشاركة الإيجابية والفعالة وهذا ما نحتاج إليه حاليا فى كافة جوانب الحياة، نحتاج للعمل الجماعي والعمل كفريق.
* إلى أى حد تشغلك المسئولية الاجتماعية تجاه البشر والناس؟
ــ تعنى المسئولية الاجتماعية بالنسبة لى الخروج من الظلام إلى النور بمعنى محو الأمية، والتثقيف الصحى والاجتماعى في كيفية التعامل بين أفراد الأسرة، والبعد عن العنف، والانتماء والمواطنة، واكتساب ثقافة الحوار واحترام رآى الآخر، وتطوير العشوائيات ومحاربة الفقر، ودعم المرأة المعيلة والمسن والشاب وذوى الاحتياجات الخاصة كل هذا هو مسئوليتى كدارسة للخدمة الاجتماعية تجاه أهل بلدى .
* من وجهة نظرك كيف تساهم الخدمة الاجتماعية في تحقيق التنمية البشرية فعلياً؟
ــ التنمية البشرية هى أساس الخدمة الاجتماعية لأن طالب الخدمة الاجتماعية هو دارس للاتصال والتفاوض والعلاقات العامة والإقناع وصنع القرار والعمل الجماعى، وكل هذا يدل على أن الخدمة الاجتماعية هى الوحيدة القادرة على تطبيق التنمية البشرية في كل المجالات السابقة ، ووجود الأخصائى الاجتماعى هو الجدير بتطبيق هذا على المستوى العملى ولكن ينقصه التأهيل والتدريب الجيد لمواكبة الظروف الحالية.
* برأيك .. هل تجيد المؤسسات المصرية لغة الإقناع المحفزة للشباب حتى يمضوا قدماً في اتجاه المشروعات الصغيرة وغيرها؟
ــ لا زلنا كمجتمع وكمؤسسات لا نجيد القدرة على جذب الشباب وذلك لعدم مواكبة أى تطور، وعندما نطبق ذلك لا نطبقه على الوجه الأكمل؛ بمعنى أننا لا نقوم ولا نهتم بالتدريب الصحيح وأيضا البيروقراطية والروتين والمركزية هما أساس الفشل فى هذا الجانب لوجود العراقيل والعوائق الدائمة إلى جانب إرهاق الشباب وعدم مساعدته على التسويق وعدم تدريبة أيضا، ولابد عندما يقوم الشاب بمشروع صغير أن يتم تأهيلة على كيفية التسويق أولا وكيفية وصوله بالمنتج إلى الجودة العالمية والتدريب على كيفية إدارة عمله.
* دكتورة أنت مهتمة بمجال ريادة الأعمال .. هل لديك مشروع خاص تقومين على إدارته كرائدة أعمال محترفة؟
ــ لدى من المشروعات التطوعية العديد والعديد فى التوعية المجتمعية من خلال الحملات والندوات والمحاضرات واللقاءات فى العشوائيات ومع المرأة للتثقيف الصحى والسياسى والاجتماعى والخدمى والشباب فى الأسر الطلابية والتطوعى فى الأنشطة والترويح عن ذوى الاحتياجات الخاصة وأطفال الشوارع والطلاب داخل المدارس فعلى مدار العام أقوم بالتوعية لكل فئات المجتمع وباعتبارى مرشح لمجلس النواب عن دائرة المنتزة أول بالإسكندرية فإنني أشارك فى كافة المشروعات الخدمية.
* كيف تقيّمين ريادة الأعمال في مصر في ظل بيروقراطية مزمنة؟
ــ ريادة الأعمال مجال واعد في كل العالم، لكن للأسف في مصر تواجه ريادة الأعمال تحدياً صعباً عند الرغبة في تحقيق أى هدف أو تقدم أو تطور فى ظل المركزية والبيروقراطية، لذلك نطالب مراراً وتكراراً باللامركزية لنستطيع إنجاز كل احتياجاتنا فى أقصر وقت وأقل جهد.
* إلى أى حد أنت راضية عن مشاركات المرأة المصرية في مجال ريادة الأعمال؟
ــ من وجهة نظرى مازالت مشاركة المرأة محدودة جدا فى حين أن المرأة المصرية فى تحمل المسئولية هى أقدر من أى امرأة أخرى على ذلك، ولكن نظرة المجتمع لها على أنها لا تستطيع تحمل المسئولية مؤثرة بلا شك، ونحن نناقض أنفسنا حينما نقول للمرأة الريفية اصنعى منتجات الألبان وربى الماشية وارعى أفراد أسرتك كل هذا وعند تقلد المنصب نقول إنها ليست قادرة على ذلك (عجبا على مفاهيمنا البدائية)!!
* بين دورك كمعالجة سلوكية ودورك كمدربة تنمية بشرية .. كيف تلخصين وتقيّمين أخطاءنا العلمية والمهنية؟
ــ عندما نتحدث عن دورى كمعالج سلوكى وكخبير تنمية بشرية أقول إن هذا الجانب يحتاج أشهر بل سنوات لأن الموضوع يتلخص فى معالجة سلوكيات كل من الأسرة والفرد والعامل والموظف والطالب والأب والأم والمدير والطفل وهكذا الأمر بالنسبة للتنمية البشرية لكل هذه الفئات، وعندما نتحدث عن أخطائنا هى ليست أخطاء بقدر ما هى كوارث وقنابل موقوتة بمعنى عدم مراعاة الضمير الإنسانى والفساد فلكى نخرج ويكون هناك بريق أمل لابد من التغلب على كل هذا بالتصدى له وأن كل عامل وموظف ومدير وكل فرد فى المجتمع يراعى عمله.
* باعتبارك خبيرة في الاحتكاك بمجال التعليم العملي .. ما تحفظاتك على هذا النوع من التعليم في مصر؟
ــ بالنسبة للتعليم العملى هو بداية تحقيق التقدم ولكن للأسف الشديد يقابلنا أو يحول دون تحقيق أهدافنا عدم التعاون لبعض المؤسسات، والقصور فى الموارد المادية والتباطؤ والتسويف والبعد عن إعطاء معلومات دقيقة، وهو ما يكلفنا كباحثين باستيفاء البيانات والمعلومات مما يجعل النتائج غير دقيقة فى أغلب الأحيان.
* ما أفضل الطرق للتوظيف الأمثل لذوي الاحتياجات الخاصة في المجالات المهنية والحرفية داخل مصر؟
ــ أفضل الطرق لتوظيف ذوى الاحتياجات الخاصة هو دمجهم فى المجتمع والتعامل معهم على أنهم كيان المجتمع وإكسابهم الثقة فى أنفسهم ودعمهم المستمر وإشراكهم فى كل الجوانب العملية التى يستطيعون إثبات ذاتهم بها .
* من خلال متابعاتك المستمرة لمجال المال والأعمال بالإسكندرية .. ما مدى جاهزية الإسكندرية لاستقطاب المستثمرين ورواد الأعمال؟
ــ الإسكندرية على أعلى درجة من استقطاب رواد المال والأعمال، ولكن لا يوجد تنسيق وتدريب وقدرة على العرض والتسويق للإسكندرية كمدينة ساحلية وسياحية، ولازلنا نفتقد القدرة على العمل الجماعى، ولا زال كل فرد فى مجال عمله محب للظهور وليس للعمل كفريق، وهذا ما يؤدى إلى الفشل وعدم القدرة على العرض والتقديم الجيد للجذب، لكن على كل حال الإسكندرية حاضرة وبقوة في مجال المال والأعمال.
* كيف نفض الاشتباك بين رغبتنا في مشاركة مجتمعية ناجزة، وبين استمرار المركزية وهيمنتها؟
ــ الدور هنا على متخذى القرار وسرعة وضع حل لضعف اللامركزية وبأسرع وقت لتحقيق التقدم والتطور لأنه لا فائدة للعمل المجتمعى بدون الإنجاز السريع وهذا يمثل حلقه مفرغه، ونحن نرهق أنفسنا ونجعل الشباب يفقد الأمل فى الوصول إلى الهدف وهذا أمر سيء للغاية.
* ما أسرار نجاح الدكتورة هند الجبالي والتي تراها سبباً في تميزها الإداري والاجتماعي؟
ــ أسرار نجاحى الصبر والمحاولة والخطأ والقدرة على التغلب على الإحباط والإصرار على الوصول للهدف حتى ولو طال الوقت وكثرت العثرات والمعوقات التى تحول دون وصولى إلى ما أطمح إليه، وكل ذلك بتوفيق الله تعالى.
* في الختام، ما نصائحك لرائدات الأعمال القادمات وكيف يتغلبن على معوقات الانطلاق والاستمرار؟
ــ أنصح أى امراة فى هذا المجال بالإصرار على تحقيق الهدف والثقة بالنفس والقدرة على التحكم فى الذات والاستمرارية والاطلاع الدائم لمعرفة ما يدور من حولها داخليا وخارجيا والقدرة على الحوار واحترام رأى الآخر، لأن التغلب على المعوقات لا يأتى إلا بالقدرة على المواجهة والإصرار على الوصول للهدف أياَ كانت هذه العثرات، كما أنصح بتغيير الطرق والأساليب دائما بمعنى أن تغيير الخطط والمرونة والقدرة على وجود بدائل للمشكلات يصل بنا إلى النجاح بالتأكيد.