منى الحضري تكتب بالعامية: “الضيف الخفيف”
كتبت .ا.منى الحضرى
أيوه بحب الشتا، وباعتبره ضيف خفيف لطيف، ومبحبش أقول عمره قصير لإن الشتا بالنسبة لي حياة، حياة كل حاجة فيها حلوة وطعمها مختلف، وبالمناسبة إحنا كتير بنقول: “طعم الشتا، وريحة المطر” بس محدش عمره قال: “ريحة الصيف وطعم الصيف” أبداً. في الشتا مفيش عرق، مفيش زهق، ومفيش هبوط عمال على بطال، مفيش تراب، إنما الصيف كل دول وفوق كده الناس خلقها ضيق وبتتنرفز من أقل سبب. في الشتا بناكل كويس – كويس جداً جداً … للأسف -، وبننام أحسن، والأهم بنتقرب من ربنا بالصوم والصلاة أكتر وأكتر. الشتا يعني مطر، ومفيش ألطف من إحساسنا بالمطر، والدعاء ولحظات التأمل والشرود وقت المطر. الشتا يعني سحلب وكاكاو وشاي باللبن وكل المشروبات الساخنة الحلوة، وفوق كده البليلة وشوربة العدس اللذيذة. الشتا كان زمان بالنسبة لي اللمة، كان راديو بيونسني في لياليه الطويلة الجميلة. الشتا يعني متعة الدفا، في الشتا بنقرب من بعض أكتر وأكتر من غير قلق ولا تحفظ، وأهل زمان قالوا: “الدفا عفا” يعني صحة وعافية. الشتا يعني الأناقة والشياكة، والألوان الغامقة الجميلة، الشتا يعني اللون الأسود بشموخه، والبني بدرجاته، والنبيتي بحركاته، والأحمر بتكاته الشقية. الشتا يعني السكن، السكون، والسكينة، ربنا يديم علينا نعمة الشتا ويبارك في أيامه ولياليه، وكل شتا وإحنا طيبين وفي أتم صحة وراحة بال يا رب.