فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

فيلم هندى

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط

      فيلم هندى

جرت العاده اننا اذا رأينا مبالغه فى التعبير عن المشاعر او حتى فى الافعال نقول”بلاش فيلم هندى”, وهذا طبعا كناية عن مدى المبالغه الرهيبه الموجودة فى الافلام الهندى فلا لوم على قائلين العبارة بصراحه، فهذا البطل أطلقت علية المئات من الرصاصات ومازال حيا، وهذه البطلة قذفت من اعلى الجبل ومازالت بكامل اناقتها، وهذا الراكب للدراجة الهوائية يقوم بمطاردات طائره بين السيارات …

لكن احقاقا للحق فى اخر خمسة عشر عاما اختلفت السينما فى بوليود اختلافا جذريا فاصبحت الافلام تحتوى على قصص مهمه بل وتحصل الافلام ايضا على جوائز عالمية من حيث المضمون والتمثيل والموسيقى التصويريه .

يقودنا هذا الكلام الى موضوع مقالتنا اليوم وهو اننى شاهدت فيلما هندى يدعى my name is khan هذا الفيلم يتحدث عن طفل مصاب بالتوحد وتكثر المواقف التى تعرض لها مما اصابه بالظلم فى الكثير من الاحيان الى نهاية الفيلم السعيده.

لكن دائما ما كان يستوقفنى مشهد أعتقد أنه من اهم المشاهد فى الفيلم ان لم يكن اهمها على الاطلاق…

عندما كان khan صغيرا حدثت فتنه طائفية بين الهندوس والمسلمين فى الهند وبدأ الهندوس القيام باعمال وحشية من قتل للمسلمين بل وحرقهم فى القطارات, سمع الطفل  khanأحد المسلمين الغاضبين يخبر صديقه أن الهندوس شاعوا فسادا وانهم كفرة وأن قتلهم حلال, ذهب طفل التوحد البرىء الى أمه وردد على مسامعها نفس الكلمات التى سمعها،فما كان من الام الغاضبة من هذه العنصرية الى أن تعلمه درسا، أحضرت ورقة وقلما ةبدأت فى رسم شخصين أحدهم يحمل حلوى, والاخر يحمل عصا، من ثم سألته من منهم الشخص الطيب ومن منهم الشرير.

أخبرها khan ان من يحمل العصا هو الشرير أما من يحمل الحلوى فهو الطيب، ثم سألته ومن منهم الهندوسى ومن المسلم, وقف khan  عاجزا عن الاجابة ومن ثم قال لها لا أعلم, وهنا خرجت كلمات من هذه الام ذات التعليم المتدنى والمستوى الاجتماعى والمادى البسيط سؤال أخر لابنها لتعلمه درسا فى التربية أفضل من أكبر المؤسسات التعليمية، قالت له”هناك فى هذا العالم فقط نوعين من البشر، طيبين واشرار، بغض النظر عن ديانتهم أو أى شىء أخر..”

فى حياتنا العامة التى ليست بالفيلم الهندى نحن حقا ميالين لاطلاق الاحكام والتصنيف،هذا فقير هذا غنى،هذا اسود،هذا مسلم ارهابى، هذه سمينه وغيرها من الاحكام والتصنيفات المعقدة الغير مريحة اطلاقا, بل اننا أيضا نقع تحت طاولة التصنيف، أتمنى ان نترك الفرصه للافعال والمواقف اولا أن كان التصنيف شيئا محتما، قد أكون كما لم تصنفنى أطلاقا، وقد أكون، فقط انتظر لتعلم ..

لقد بدأت فى قراءة كتاب اربعون للشقيرى، أنه حقا كتاب شيق بسيط وسهل ممتنع, وفى أحد المواقف التى يسردها، أنه له وقت للقراءة فدخل الى الحرم النبوى حتى عندما يفرغ من الصلاه  وقراءة القران يجلس ليقرأ قليلا، وكان كتابه عن غاندى..

فاذا بأحد مطلقين الاحكام يخبره ماهذا الكتاب اتدخل الى المسجد النبوى بكتاب مؤلفه كافر وسرعان ما غضب الشقيرى وسأله اقرات لكتاب؟ فرد مطلق الاحكام لا

فسأله اتعلم أى شىء عن غاندى وحياته, فرد الرجل لا، فانهى الشقيرى الحوار بذكاء وادب وقال له “اذن خير أن شاء الله”.

لو يعلم هذا الرجل ان غاندى كان عابدا بذل الكثير للتقرب الى الله، أن وذنه وصل الى 38 كيلو لانه دائم الصيام، أنه كان سبب فى استقلال بلاده، بل أنه دافع عن المسلمين أمام جبروت ومجازر الهندوس تجاههم, لكان صمت..

نحن نعيش فى عالم مصنف لدول عالم اول وثالث, لمتحضر وغير متحضر، فماذا متوقع من أفراده غير أنهم مطلقون أحكام الا من رحم ربى….

فقط تعامل معى لتعرفنى فصدقا أقولها لك لا لون بشرتى ولا حتى جنسيتى ودينى و وزنى سيحدد انى شخص طيب أو شرير……

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى