كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط
امهات مدللات
منذ اول يوم بعد الولادة, وعند أول شكوى من الام المسكينة التى لم تلبث ان تشم نفسها من حمل تسعه أشهر وصفهم الله فى كتابه الكريم ” وهن على وهن” حتى تدخل فى التعامل مع كائن اصبح ملاصق لها يبكى باستمرار ولا ينام ليلا حتى تضحك السيدات الاكبر سنا من حولها وتتوالى عبارات ( والله انتوا بتتدلعوا/كل ده من واحد امال احنا خلفنا سته وزى الفل/ ايه الدلع ده انا ولدت وقمت كملت طبيخ) وكثير من العبارات التى لم افهم لماذا تقال الان؟ هل هذه العبارات ستجعلنى أفضل حالا مثلا ؟أم ستجعل طفلتى تنام ليلا لما تحمله من حروف سحرية؟
فى الحقيقه هيا لم تزدنى الا بكاء واكتئاب، ثم ادركت حقيقة سيداتى سادتى أنتم الذين استمتعتم بكل الدلع الموجود فى الدنيا، اعلم ان هذا سيغضب الكثير لكنى لا اسخف ابدا بما مررتم به لتربيتنا كما تفعلون لكنى اضع خطا عريضا تحت هذه المناقشات .
فمقارنه امهات هذا الوقت بامهات زمان كالمقارنه بين الكيلو والساعه, أى المقارنه بين وحدتين لا يمكننا المقارنه بينهم لانهم مختلفين .
فصدقا ما ربيتونا عليه من قيم ومبادىء، وكان نوعا ما مجهودا منكن فعلا يحتاج منا الان اضعاف مضاعفه فذادت التحديات واصبحت العقبات اضخم واكبر…
سيداتى الأمهات العظيمات لقد كنتم فى وقت كل منكن تلد فتجلس عند امها بالشهور او حتى 40 يوما وكل أم عندها بدل من المساعدة اثنين ، اتذكر ان جدتى كان عندها ثلاث عاملات بالمنزل وكل منزل مهما كان مستواه الاجتماعى كان به على الاقل واحدة، وكان الباب يطرق كل يوم لعرض المساعدات على غرار( مش عايزانى اغسلك المواعين ولا انضفلك البيت ينوبك ثواب) ،هل تعلمن اننى الان ارفع سماعه هاتفى وقلبى يدق واقرأ ما تيسر من القران خوفا من الرفض لتاتى سيدة تنضف المنزل مره واحدة كل 15 يوم وتقتطع من مرتب زوجى شهرية كانها بند عظيم لابد منه واتدلل عليها واوعدها بكل نفيس وغالى والقبها باسماء دلع حتى تتعطف وتأتى، ثم ترد عليا بعدها طيب يا مدام هشوف مواعيدى واقولك…..
سيداتى الامهات العظيمات لقد كنتم تربونا افضل تربيه على الخلق والدين لا ننكر هذا وندعوا الله ان يمدكم بالصحه والعافيه، لكن هل كنتم تجرون ارجلكم وراءنا فى التمارين والبطولات ولتعلمونا رياضه ما أو لمعرفة الموهبه التى تميزنا؟، لم يكن هذا متعارف عليه فى وقتنا فكان الاهم المذاكر ولن نكون مؤدبين، فخرج معظمنا مؤدب لكن بلا هوايه أو هويه قوية، اتذكر مشهد لصديقة لى كانت حامل ومرهقة لكنها تجرى لتلحق بالتمرين لاطفالها الاثنين فى السباحة ومن ثم الجمباز، اشفقت عليها جدا لكننى فهمت تعبها عندما وجدت صوره لبناتها حاملات الميدليات فى البطولة التى تدربن عليها،بارك الله فى اولادنا جميعا، كما اتذكر صديقه كانت ابنتها تعانى البدانه، فاهتمت بها وجعلتها تشارك فى الزومبا والحميات المحددة للاطفال حتى اكتسبت الطفله الرشاقه وتحسنت نفسيتها .
سيداتى الامهات العظيمات كنتن تحضروا لكل منا طقما للعيد و تعطونا خمسة جنيهات لننزل والفرحة تملكتنا وتشترى الفتيات عروسة بلاستيكية والاولاد مسدسات الخرز وكان الله بالسر عليم، نحن الان فى عصر التكنولوجيا والانفتاح، نحن حقا نحارب لنجعل اولادنا يعيشوا عيشة كريمة وفى نفس الوقت يعتنقوا الرضا والقناعة، ولكنه عالم ملىء بالبرندات والمغريات بالاكس بوكس والسينمات والمطاعم ..
سيداتى الامهات العظيمات، هل تعلمون شيئا عن التحرش؟، حتما كان متواجد لكن لم يكن بهذا الانتشار، فمع انتشار البرامج والافلام وحتى للاسف بعض افلام الكارتون التى يجب علينا الرقابة المتشددة عليها اصبح من الواجب علينا بل فرض عين توعية ابنائنا والرقابة المستمرة، ففى الوقت الذى كنا نتجمع فيه كأطفال نلعب والاهل متجمعين لا احد يفكر فى رقابة ولا كان من الضرورى سؤال الابناء عن ماذا لعبتوا او مع من، اصبح الان من الصعب حدوث ذلك فلابد من الاطمئنان عن كل شىء.
سيداتى الامهات العظيمات عندما كانت المدرسة تقوم بواجبتها والمواد التعليمة خفيفة لا تتعارض مع تعليمكم ولا ثقافتكم كان الامر سهلا، الان تتطورت المناهج وكثرت انظم التعليم فيها ما نعلمه نحن وفيها ما استحدث علينا ولابد من معرفة كل شىء وفهمه حتى نختار لاولادنا الاصلح والافضل ليتعلموا تعليما يواكب زمانهم ووقتهم ..
وغيرهااا وغيرهاااا …..
امهاتنا الفضليات الكريمات نحن لسنا فى زمانكم فلا تقروننا بكم نحن لا نحارب فقط لاجل تربية وتعليم وهوايه بل نحارب ضد مسلسلات واغانى ومصطلحات مستحدثه اصبحت تدخل البيوت وتقتحم اولادنا بلا استاذان..
لا الحالة الاقتصادية كما هيا ولا المتطليات ولا التعليم ولا حتى الاطفال كما كنا, فاستحلفكم بالله لو رأيتم أم تبكى فقط لقيلة حيلتها ولهوان نفسها عليها لا تحملوها فوق طاقتها, بل ادعوا لها بالثبات والقوة وشجعوها بجميل الكلام فهيا تخوض معركة لتخرج للمجتمع ابن او ابنه صالحة وكل شىء ضدها الا ما ربيتونا عليه وترسخ كالنقش على الحجر وكان مجهودا منكم, ونريد ان نورثه لابنائنا لكن باضعاف التحديات والمشاكل والظروف، فنحن نلهث لنواكب التطور السريع حتى لا يحدث فجوة بيننا وبين ابنائنا وبناتنا ….
وكما قال سيدنا على ابن ابى طالب” لا تربوا أولادكم كما رباكم أباؤكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم”
امدكم الله بالصحه وامدنا الله بالقوه لنكمل ما بدأتوه ………………..