الحنين
كتبت .ا.رانيا فؤاد
الحنين
ذلك الألم اللذيذ المخفي بين حنايا القلب وذاكرته…نستحضر مذاقه كلما ضغطت عليه الذكريات…هو نسمة الهواء الطيبة وقت الفجر في فصل الربيع من شرفة المنزل ..
وهو المرض الذي لايصيب سوى أصحاب القلوب الصافية والأرواح الشفافة فيوقظ مشاعرهم القديمة والذكريات من أبسط الأشياء ….
فمن زخة عطر عابر أو نزهة في أحد الشوارع القديمة أو صورة على جدار أو ذكر اسم أحدهم في حديث : تتسارع دقات القلب…ويكون التنفس عميقا للحظة… وترتسم على الشفاة نصف ابتسامة ونصف ألم ….
وكأنه آلة الزمن المختبئة بثنايا الذاكرة تسافر بأرواحنا عبر الأزمنة والعصور في أقل من دقيقة…. تنقل الأحداث والإحساس… بالصوت والصورة… بالفرح والأم… بالرائحة والطعم…
أشفق على من يمتلكونها لكنهم لايشفقون على أنفسهم، إنهم مرضى لايتعافون أبدا…. أو يمكننا القول… لا يريدون أن يتعافوا…
فالحنين كائنا حيا يعيش بداخلهم متعلقا بأرواحهم… يعيش معهم… ويموت معهم