فكر وادب ولغه

منى الحضري تكتب بالعامية: «محل ثقة»

كتبت .ا.منى الحضرى ..ماجستير إدارة الأعمال – جامعة القاهرة

«محل ثقة»
وزي كل سنة وفي ذكرى أكتوبر المجيدة يتم عرض أفلام كثيرة عن الحرب وذكرى الانتصار أو الفترات التي تسبق الحرب وأفلام المخابرات ومن أهمها فيلم أراه الأفضل على الإطلاق وهو فيلم (إعدام ميت) من حيث القصة وفريق العمل والتسلسل الممتع للاحداث  دونما تطويل غير مبرر ….
الحقيقة وكي لا أطيل استوقفتني مشاهدة أحداث الفيلم هذه المرة عند “جريمة الخيانة” بشكل عام وأنا لا أبالغ بوصفها جريمة ولا أقصر تسميتها بالجريمة على خيانة الوطن فحسب ولكن الخيانة جريمة عموماً .. هكذا أراها ..، وإن كانت خيانة الوطن أعظمها، يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة يوسف: “… وأن الله لا يهدي كيد الخائنين” ولكني أتساءل هل الخيانة صفة مكتسبة أم أصيلة وإن كانت مكتسبة ما الذي يجعل شخص طبيعي زيه زي كل الناس خائناً موصوماً بها وهل هناك ما يشفع للخائن في فعلته الشنعاء تلك؟؟؟
ثم كيف يعيش الخائن يأكل ويشرب وينام قرير العين وهو يعلم أنه يخون؟؟؟
الخائن قد يكون زوج أو صديق أو أخ، زميل، رفيق طريق، حبيب …، والأمر لا يختلف كثيراً من حيث النوع فالرجل والمرأة فيها سواء، أما الأصعب حقيقةً أن الخيانة لا تكون إلا بانتهاك كل العلاقات السامية دي .. فنحن لا نصف العدو بالخائن لكن الخائن أقرب شخص إليك ولا تتوقع خيانته أبداً ثم تأتيك منه طعنة وفي مقتل لأنه صاحب مصلحة واختار مصلحته فباعك بدم بارد، وربما لأنها حقيقته من الأساس وكان يخفيها بقناع زائف، وربما لأنه خائن بطبعه وغير مؤتمن وعلى رأي عمنا صلاح جاهين: “بياع ويبيع حتى والديه”.
الخيانة مش بس تصرفات، نقض العهود ولو بكلمة خيانة : “إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة – كما جاء على لسان الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ضمن رائعة عبد الرحمن الشرقاوي، الحسين ثائراً”، ورغم ذلك فنحن في زمن الكلام والعهود الزائفة ولا احترام لقدسية الوعد وما قد يفعل بحياة الآخر عندما تتضح حقيقته الزائفة ولكن ما الحل ونحن نعيش الحياة وسط أصناف وألوان من البشر ونتعامل بطبيعتنا وبقناعاتنا التي تربينا عليها، وهل الحل في اعتزال البشر أم في التشكيك في كل أمر مهما كان بسيطاًً … ما الحل ونحن نتعامل مع الظاهر فقط أما السرائر فعلمها عند الله وحده ثم تدور الأيام ونُصدم في الآخر لانه باختصار كان محل ثقة، ما الحل إذن؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى