فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

   الوجه الاخر لكل شىء

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط 

 

مهما كنا ذو رؤية واضحه وتمتاز حاسة البصر لدينا باعلى الدرجات فصدقنى يا صديقى انت لا ترى كل شى

هل ترى هذه الفتاه التى تنشر النكات والمنشورات المضحكة طوال الوقت ! هل رأيت فى ذلك الوحدة او البكاء ليلا لقلة الحيلة ؟

هل ترى هذا الشخص الذى يترجل من سيارته الفارهه مرتدى البدلة الانيقه ونظارة الشمس !! هل رأيت فى ذلك سهر الليالى والغربة والبعد عن الاهل والحرمان من رؤية اطفاله يكبرون امام عينه؟؟

هل رأيت صوره لهؤلاء الاصدقاء مصطفين مبتسمين لالتقاط الصوره  وكأنهم اسعد الناس!! هل رأيت دموعهم قبل دقائق من التقاط الصورة وهم يشتكون أمورهم لبعضهم وكأنهم أمام طبيب نفسى يخرجون ما فى جعبتهم للترويح عن نفوسهم ؟؟

هل وهل و هل ؟؟؟ عزيزى المتربص عزيزتى المتربصة اعزائى ممن يطلقون الاحكام وينظرون فى ابتسامة البعض وكأنهم وصلوا للانهائية وما بعدها ، لا تحكم على أحد ، قد لا تتحمل أن تعيش حياتهم ولو لحظة وان كنت قررت الحكم على أنها الحياة المثالية من منشور أو صورة أو سيارة ، صدقنى الحياة اعمق من ذلك وأكثر تعقيدا ..

ليس بذنبهم انهم قرروا أن لا ينشروا مشاكلهم يقينا منهم أن الشكوى لغير الله لا فائدة منها أو أن الاستعطاف بالكلام الحزين والصور الكئيبة لن يجديهم نفعا ولا يحل لهم مشكلة ، قد يكون ما تراه هو لحظة سعيدة ارادوا توثيقها ليتذكروها فى الايام الصعبة ولتذكرهم أنهم مروا بيوم جميل وأن الكرب أو الابتلاء ليس بدائم  ..

كان النبى الشخص الاثقل هما ومسئولية على وجهه الارض ، عنده رسالة لا بد من ان تنشر فى انحاء المعمورة وقران وسنه لابد من تعليمهم لاصحابة وجماعته بل لاهل الارض جميعا وحروب للفتح ومشاكل وأحكام ووحى بل أنه ابتلى بموت الاولاد وغيرها وغيرها من الابتلاءات والمهام التى لن يقدر على تحملها غيره ، أوتعلم!! كان أكثر الناس بشاشة وأكثرهم شكرا لله وأكثرهم  حسن للخلق ، واكثرهم حلاوة للسان ..

فالتشتكى ما شئت فهذه حياتك عبر عنها كيفما تريد  وانغمس فى منشوراتك الحزينه والشكوى وعندما تكون بحالة جيدة اختفى تماما حتى لا يراك أحد , لكن رجاء لا تحكم على غيرك وتتمنى حياته لمجرد قصر نظرك عن ما به ، لمجرد أنه اراد أن يكون عاملا بالمقولة الشهيرة “تفاؤلوا بالخير تجدوه” وأن لا ذنب لاحد فى مشاكله ، وأن الشكوى فقط لله فبيده كل شىء.

رفقا بالمتفائلين ،الواثقين فعطايا الله ،الذين لا يشتكون ولا يحملونا همومهم ، رفقا بهم ….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى