احاديث متنوعهاخبار وتحقيقات ومتابعاتحديث الفنقضايا تاريخ وتراث

تعالى هنا خد فكره – جبل المقطم وتجليات العماره المنحوته في دير القديس سمعان

كتبت – رولا كمال علي

مهندسه معماريه

 

الصخور المرتفعه تحيط بك من كل إتجاه، بمجرد دخول المكان ترى معرضاً من المنحوتات الجماليه التي تجسدت على صخور الجبل، مكان مزدحم بالكثير من البشر أغلبهم من السياح، وفي جو معماري آخاذ تقع عينيك في النهايه على كنيسه محفوره في جبل المقطم تُدعى “دير القديس سمعان الخراز”.

يقع دير القديس سمعان بمنطقة الزبالين بالمقطم، وهو مشيد منذ أكثر من 50 عاماً كما يقول خادم الدير، ويضم ست كنائس أرثوذكسيه هي “كنيسة الأنبا شنودة، كنيسة الأنبا برام بن زرع سرياني، كنيسة الملاك وماري وحنا، كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، كنيسة مارى مرقص، كاتدرائية العذراء والقديس سمعان وهي أكبر كنيسة في مصر حيث تستوعب 20 ألف شخص، وبها 76 صورة محفورة”.

يدور حول جبل المقطم والقديس سمعان قصه أسطوريه يرويها خدامه للزائرين، وعن سبب تسميتهم بهذه الأسماء، تقول الأسطوره:

( أنه في عهد الخليفه المعز لدين الله الفاطمي، والذي كان يتحلى بدرجه عاليه من الثقافه ويدعو في مجلسه الأدباء والشعراء وكافة أشكال الديانات في مصر في ذلك العصر. وفي أحدى المجالس وفي حضور الأب البطريرك وأسقف الأشمونين ووزير الخليفه اليهودي يعقوب، قام الأسقف بمحاجاة اليهودي واتهمه بالجهل باستشهتاده بالآية القائلة: “الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف! شعبي لا يفهم!”، ومن هنا أراد اليهودي الإنتقام وقام بالتفتيش في الإنجيل ليجد الآيه “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم.”

وكان الخليفه يريد أن ينقل الجبل الموجود شرق مدينة القاهره والذي يدعى حالياً بـ جبل المقطم، فقام بإستدعاء البابا وأمره أن ينقل الجبل وإن لم يستطع فسيكون هذا دليل على بُطلان دينهم، فطلب البابا منه مهله ثلاث أيام، وطلب من الشعب الإعتكاف والصوم لتنتهي الأزمه، وفي فجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء للبابا، وقالت له أن الله لن ينسى بكاءك ودعواتك لإبقاء الدين، فإخرج الآن سيظهر لك رجلاً حاملاً الجرة وهو الذي سيتمم المعجزة على يديه.

وبالفعل خرج وقابل القديس سمعان وتحدَّث معه عن سبب فقده لعينه، فأخبره أنه يعمل في دباغة الجلود في أحد الأيام جاءت إليه امرأة لتصلح حِذائها، وكانت هذه المرأة جميلة الصورة، فبينما هي تخلع حِذائها، انكشف ساقاها، فنظرت عيناه إليهما بشهوة. ففي الحال ضرب المِخراز في إحدى عينيه فأفرغها، تنفيذًا لوصية الرب: “إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فاقلعها، وألقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم.” لقد نَفَّذ الوصية حرفيًّا ببساطة وخلع عينه. وعلى مرأى الخليفه والوزير اليهودي فإذا بزلزله عظيمه تحدث للجبل ويرتفع ويُدك في الأرض فينزل قطماً قطماً ومن هنا تمت المعجزه، وسمي جبل المقطم ).

وقد قام المهندس المعماري – البولندي ماريو – والمُلقب من قبل البابا بالدكتور ماريو بعمل دير القديس سمعان، وتفرغ لنحت صخورهذا الجبل لتتحول إلي متحف لتماثيل القديسين، وكذا تنفيذ العديد من الأفكار لخدمة الدير إلى الوقت الراهن، ليصبح بذلك تحفه معماريه تجتذب السياح إلى مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى