فكر وادب ولغه

خطتك لعام جديد

 كتبت ا.منى الحضرى ..ماجستير إدارة الأعمال – جامعة القاهرة

 

وبين عام يرحل وآخر يقترب، وأحلام تحققت وأخرى لم يكتب لنا فيها التوفيق، علينا ألا ننظر إلى الوراء، وإن حدث فليكن لمراجعة ما كان منا دونما حسرة على ما فاتنا منها، وعلى سبيل التقاط الأنفاس والاستعداد لجولات جديدة أكثر نجاحاً وتميزاً.

فمن الطبيعي أن يكون لكل منا أحلامه المرتبطة بأهداف يسعى لتحقيقها الأمر الذي يجعل إعداد خطة للوصول لذلك أمراً حتمياً وبدونها تصبح أحلامنا مجرد أوهام وضرب من ضروب الخيال.

 

وفكرة الالتزام بخطة في حد ذاتها لها قواعد لابد من تحققها لضمان فعاليتها كأن تكون مكتوبة، وأن ترتبط بجدول زمني محدد للانتهاء من تنفيذها، وما أجمل أن ترتبط بفكرة أو مبدأ ونضع لها شعاراً يدل على طبيعة المرحلة التي نخطط لها في عام جديد مثل (عام البداية) أو (عام الانجازات) أو (عام الاستقرار) وهكذا.

 

الأمر الذي يجعل للخطة المزمع تنفيذها أهداف واضحة تكون باقية على التنفيذ مما يساعد في عملية الجذب الكوني لتنفيذها على اعتبار أن ما تسعى إليه يسعى إليك.

 

وفيما يلي مجموعة من المحاور التي يجب مراعاتها عند إعداد خطتك لعام جديد:

أولاً.. حدد أهدافك حسب أولوياتك خلال عامك الجديد: بمعنى أن تعمل فكرك وتحدد من 4 إلى 5 أهداف أساسية ترغب في انجازها لهذا العام، وبناءً على ذلك تبدأ في إعداد خطتك نحو تنفيذ أهدافك بشرط أن تكون الخطة  مدونة كتابةً        ” مكتوبة ” ليدرك عقلك ما تريده تحديداً ويجذبه إليك ويساعدك على تحقيقه بفاعلية أكثر، وبمجرد كتابة الخطة ستضمن 50 % من تحقيق الهدف، فهناك قاعدة إدارية تقول : إنك عندما تكتب خطتك فإنك تزيد انجازك بنسبة 30 % ، وإن ساعة في التخطيط توفر 4 ساعات من وقت العمل !

– أمثلة للأهداف خلال عام:

أ. العمل على تطوير أدائي لعملي عن طريق اكتساب مهارات جديدة.

ب. الانتهاء من رسالة الماجستير الخاصة بي ومناقشتها.

ج. الانتهاء من قراءة سلسلة من الكتب في مجال معين.

وأن تتوافق أهدافك مع ميولك بمعنى أن تكون ذات قيمة لديك وإلا فما الحافز للسعي لإنجازها إذن، أي أن أهدافك مرآة لاهتماماتك وتكتسب قيمتها منك مما يجعلك مسئولاً أمام ذاتك عن تنفيذها.

وأن تكون أهدافك محددة وبسيطة بمعنى أن تضع لها إطاراً محدد المعالم  كأن تقول: (أريد أن اخسر 10 كيلوجرامات من وزني تحديداً بدلاً من أريد أن أفقد وزني).

وأن يكون الهدف قابل للقياس ومعروف بالنسبة لك كأن تحدد مجال التخصص الذي تريد استكمال دراستك العليا فيه.

كما يجب أن تتسم أهدافك بقابليتها للتحقيق بمعنى أن تتفق مع ملابسات الواقع ويمكنك اتخاذ خطوات حقيقية لتنفيذها فعلياً كأن تخطط لتأسيس مكتب هندسي أو شركة تجارية.

كما يجب أن تصنع صورة ذهنية قوية داخل عقلك لما تريد إنجازه من أهداف بمعنى أن تتخيل أنك حققتها بالفعل، ونجحت في ذلك فهذا من شأنه أن يمكنك من الوصول لكل ما تريد، لأن العمل على إنجاز أهدافك والنجاح فى ذهنك، يجعل من نجاح مساعيك أمراً يسيراً بإذن الله.

كما يجب أن تتسم أهدافك بالواقعية وأن تتوافق مع ظروفك وامكانياتك الحقيقية، فمن غير المعقول أن يكون هدفك أن تصبح مليونيراً في حين إنك لا تملك غير راتبك الشهري، إذ عليك أن تتخذ السبل للوصول لهدفك سواء بالاقتراض من البنوك أو الدخول في شراكة مع آخرين وعمل مشروع تجاري يدر عليك أرباحاً تصل بك إلى هدفك الذي تريد.

كما يجب أن ترتبط أهدافك بوقت زمني محدد لانجازه والانتهاء منه.

وما أجمل أن نجعل من التحفيز عوناً لنا سواء كان مادياً أو معنوياً لما له من تأثير إيجابي في تحقيق أهدافنا المرجوة.

ثانياً.. التدوين: بمعنى أن تقوم بتسجيل كل ما يساعدك على تحقيق أهدافك في مدونة خاصة بك، وفي المقابل يتعين عليك تسجيل المشكلات والمعوقات التي قد تعترض طريقك حتى تعمل على تذليلها، ومن ثم إنجاز هدفك.

ثالثاً.. إعداد جدولاً زمنياً لتحقيقك أهدافك: بمعنى أن تضع هذا الجدول وتلتزم به مع مراعاة أن تبدأ بالهدف الأسهل والتي لا تتطلب جهداً ووقتاً في تنفيذها كمحفز لك تستمد منه طاقة إيجابية تساعدك على المضي قدماً نحو إنجاز ما تبقى لك من أهداف، وقد يتعين عليك تحديد أهدافك بحسب أولوياتك وبالتالي وضعها ضمن جدول زمني يساعدك على بلوغ أهدافك بكفاءة وفعالية.

رابعاً.. الشروع في التنفيذ فوراً: بمعنى أن تضع أهدافك موضع التنفيذ بشكل عاجل وسريع طالما عزمت على ذلك دون تأجيل أو تسويف وفق جدولك الزمني المعد سلفاً وكلك ثقة في التوفيق.

خامساً.. مراقبة نتائج عملك بكل شفافية وصدق مع النفس: تلك المراقبة التي ستكون دليلك نحو نجاحك من عدمه الأمر الذي يتعين معه تعديل خطتك لإنجاح هدفك إما بحذف بعض المهام أو إضافة جديد.

هذا ولأن التغيير سنة الحياة فعليك أن تكون مرناً في تعديل خطتك بما يناسب تلك التغيرات المتلاحقة طالما أردت النجاح.

وفي النهاية عليك أن تعلم بأنه  كلما أبدعت في خطتك زاد انجازك وأصبحت أكثر إصراراً على تحقيق أهدافك، وكلما كانت الأهداف نصب عينيك يومياً زادت رغبتك في تحقيقها، وأن الخطة ليست حكراً على جانب واحد كدراستك أو عملك، وإنما تشمل جوانب أخرى روحية، نفسية، إجتماعية، صحية ، وتطوعية …. وغيرها من الجوانب.

والآن يا صديقي أن تضع خطة لا يعني بالضرورة الالتزام الحرفي بها والسير على وتيرة واحدة بقدر ما تعني أن تحاول الالتزام بقدر الإمكان حتى تصل للخطة التي تشعر أنها بالفعل خطتك، ولتعلم إنك إذا كنت تطبق نصف خطتك فأنت من المنجزين أما إن كنت تطبق 80 % من خطتك فأنت في طريقك لأن تصبح من العظماء.

وإليك كلمة أخـيرة:

” إن 365 يوماً كفيلة بتحقيق الكثير والكثير من أمانينا وأهدافنا – فقط – علينا أن نعمل من أجل ذلك لنحظى بعام جديد من الإنجازات والأمنيات المحققة بإذن الله “.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى