فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

صندوق الدنيا

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط 

صندوق الدنيا

أعلم جيدا أننى كثيرا ما اقتبس من فيلمى المفضل  eat pray and love   فى كتباتى ، لكن فى حقيقه الامر لا أجد بيدى حيلة ، فهو المفضل العميق المسبب للكثير فى حياتى ..

عندما سألت ليز صديقاتها متى عرفتى أنكى تريدى انجاب طفلك ، ابتسمت لها صديقاتها وأخبرتها بخجل أنظرى أسفل السرير ، فنظرت ليز وأخرجت صندوق وفتحته وهي تنظر ما بداخله من ملابس اطفال وبعض الالعاب وفى الخلفيه صديقاتها تخبرها أنها تجمع هذه الاشياء منذ الصغر ، ضحكت ليز وأخبرتها  بنبره ساخره على نفسها أنها تمتلك مثل هذا الصندوق ولكنه مليىء بقصصات ناشونال جيوغرافك ,,,,

أنا أيضا أملك مثل هذا الصندوق ولكن عندما فتحته وجدته قمة فى العشوائية ، حلم من هناك وامنية من هنا ملابس أطفال وقصصات ناشونال جيغرافك والكثير من الكتب التى قرأءت والاكثر الذى أجلت قراءتها لاجل غير مسمى ، صور لبلاد أريد زياراتها ، هوايات مارساتها فى أحلام اليقظه ، بذله نسائية رسميه لعمل طمحت به ولم اتقدم ابدا للعمل فيه ، اوراق فارغه لشكولاته لا أعلم ما المناسبة  التى تناولتها فيها واثرت عليا لاحتفظ بها ، الكثير والكثير من تذاكر السينما التى ايضا لا اعلم لاى فيلم هى ولكن احتفاظى بها يخبرنى أنه كان فيلم جيد واثر فيا بشكل كبير جعلنى احتفظ به كتذكار وغيرها من الاشياء التى وجدتها فى صندوقى ..

لا اجد مسمى  لصندوقى غير أنه بنفس نبره ليز الساخرة “صندوق الدنيا ” حقا عجيب هذا الصندوق ، أكاد أراهن أن أى أحد يفتحه لن  يعرف ما اهتمام هذه الفتاه بالظبط ..أهى مجنونه !!

كثيرا ما اخبر نفسى ليلا وانا اضع رأسى منهكه على وسادتى ” استسلمى يا فتاه ، بحثتى وبحثتى ولم تعثرى على ذاتك ، لماذا كل هذا الهراء والتعب والارهاق ما بين البحث عن الذات وبين البيت والطفله والزوج والواجب ، واظل اقنع نفسى بهذا حتى اغط فى النوم وقد استسلمت .

ما أن تشرق الشمس حتى أعلم جيدا انى ما استسلمت الا للنوم ، لكنى سأظل ابحث حتى اجد الذات ، ربما ليس اليوم ربما ليس بالغد لكن حتما سيأتى اليوم ، فمقولة ” لا يضيع حق مطالب ” ليست بالكذب ابدا

دائما عندما تخبرنى أمى أنها قد انهت رسالتها وطموحها كنت أخبرها عن برنامجى المفضل ” اوبرا ” لهذه  السيده القوية السمراء اوبرا وينفرى ، وانى كلما ظننت أن الشخص كلما كبر كلما قلت فرصته فى أى شىء تأتى حلقه من برنامجها لتصفعنى على وجهى وتخبرنى بصوت عالى “ضعيفه ” ، فهذه الفت كتابها بعد اتمت عامها السبعين وهذا اتمم الستين  ومن ثم سافر حول العالم للاستمتاع ، وهذه عاشت عمرها كله سمينه وتزوجت وانجبت ولكنها قررت ان تكون رشيقه فاصبحت تمتلك الجسم الممشوق والوزن المثالى ، وهؤلاء لم يكن يمتلكون المال والان هم اصحاب اكبر شركات التسويق العقارى و غيرهم من النماذج التى كانت تشحذ طاقتى وتخبرنى أنه لا مستحيل ..

قالها محمود درويش قديما وأرددها انا اليوم بكامل ايمانى “سأكون يوما ما أريد “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى