فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

 احلام اليقظة

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط 

احلام اليقظة

عندما كنا نجلس أنا وأصدقائى المقربين جلسة السمر التى يتخللها الضحك على المواقف وفجاءه البكاء للفضفضة ومن ثم الحوارات اللا منطقيه  والعفوية ، كان يتبادر الى الأذهان سؤال ” لو بيدك أن تعيشى فى حقبه ثانية فأى حقبة تفضلين ؟ ، ودائما كانت أجابتى ما تثير ضحك أحدى صديقاتى المقربين عندما أخبرها أننى أفضل حقبتى فى انجلترا قديما  بالفساتين المنفوشه  ذات الطبقات الكثيره وتحتها المشد المحكم ، وتناول الافطار فى حديقه المنزل ،واحتساء الشاى الساعه الخامسه  مع قراءه الشعر أو العزف على البيانو العتيق ,وتعلم الكوروشيه والحفلات اليوميه ذات الرقصات الثنائيه التى تحتوى على حركات ايقاعيه عجيبه و غيرها من السمات التى تميز هذه الحقبه .

كانت تسمعنى صدقيتى ثم تنهار ضحكا وهيا تخبرنى ” كلما تخيلتك فى الفساتين المنفوشه هذه انهرت من الضحك ” ، فاضحك بدورى من ضحكاتها ومن خيالنا المفرط فى امكانيه الانتقال لحقبه أخرى .

فلماذا هذه الحقبة بالذات، فلقد وجدتها حقبة بطيئة تأخذ كل شىء برويه  ، الكلام يخرج برويه ويتقبل برويه ، اليوم يمر برويه ، حتى الملبس بعدد القطع الكثيره للرجل والمرأه فأنه يأخذ برويه ، سماع الموسيقى والشعر والرسم ، الخطابات المكتوبة بقلم حبر يملىء كل بضع كلمات مره أخرى فيتسنى للشخص التروى  ، قصص الحب بالنظرات ومن ثم التلميحات بالابتسامه والرويه فى خطواتها ،والكثير من الصفات التى تميز هذه الحقبه وتراودنى لها نفسى من حين لاخر فاشبع هذه الرغبه بفيلم تجرى أحداثه فى هذه الاثناء.

نحن حرفيا نعدو سريعا فى يومنا الحالى ، فالسرعه للنوم والاستيقاظ والنزول للعمل ، نسرع فلا نسأل على أحبتنا الا قليلا , ولا نعبر الا قليلا فلا يوجد وقت ، ان فعلنا فسيكون سريعا ويكون عبر الدق على بعض أزرار فى هاتف فلا وقت للمكالمات  ، الوقت ياكلنا فقلما ما تجد لنا هوايه ، وان وجدت فيها مذدحمة فى منتصف اليوم لا تأخذ حقها ابدا .

الكل متعجل والكل يجرى حتى اننا لا نستطيع وصف ملامح بعضنا البعض لو كتبنا شعرا ، سيقال طويل قصير ممتلىء نحيف لكن هل سنصف لون العينين والنظره ! ، شكل الابتسامه ومعناها ! لا أعتقد فحقا لا وقت الى ذلك ..

كبرنا لا نعلم متى ولا كيف فنصدم من عرض أغنيه لأيام شبابنا وينوه عنها انها من خمسه عشر عاما أو يزيد ، فتعلونا ابتسامه بلهاء مغزاها متى مرت هذه السنون ، فبالأمس نزلت وبالأمس سمعناها ، أو فيلم دخلناه ويشار اليه فى وسائل التواصل الاجتماعى على أنه أول أفلام الفنان الفلانى وتم عرضه منذ عشرون عاما ، فنضحك وبداخلنا نبكى على عشرون عاما مرت ولم نقدر فيها الوقت والاستمتاع بالأهل والأصدقاء وحتى بأنفسنا ..

اتمنى  حقا أن نهدىء من روعنا للاستمتاع ببعض المعطيات التى نجرى للحصول عليها وما ان حصلنا عليها حتى نكمل جرى للحصول على القادم دون الاستمتاع والاحتفال بما حققناه …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى