فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

الحظر الجميل

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط

 

الحظر الجميل

رشح لى اخى الاصغر حلقة من مسلسل على شبكة net flex وكرر عليا مرارا وتكرارا هذه حلقة عظيمة لابد ان تشاهديها، ولا تقلقى فالمسلسل حلقاته منفصلة فلا داعى لرؤية ما سبق…

فى الحقيقة لم أكن متشجعة اطلاقا لمشاهدة الحلقة، لكن ربما استسلمت لرغبتى فى مرور الوقت أو ربما ضياعه،وكانت حقا حلقة مثيرة للتفكير جدا،فحوى القصة انها تتحدث عن الذكاء الاصطناعى، بالاجهزة والامكانيات وغيرها ولكن فى اطار درامى مشوق جدا،لن أحرق الحلقة لمن يريد مشاهدتها، لكن ما لفت نظرى هو امكانيه ان تقوم بحظر شخص اذا لم تعد تريده فى حياتك فاذا قابلته سوف تراه مشوشا وكذلك صوته ايضا،وسيراك بنفس الكيفية، بل يستطيع أن يضعه على خاصيه الصامت اذا انزعجت من كلماته..

بالرغم من انى اثناء المشاهدة شعرت بضيق للشخص المحظور لانه لن يستطيع التواصل مره اخرى ولا حتى الدفاع عن نفسه، وبالرغم من انى غضبت على من يحظرون الاخرين، الا اننى لا اخفيكم سرا بغضتهم كثيرا..

ماذا لو حظرت كل من اذانى أو اخرجنى عن شعورى حتى لا اراه مره أخرى فاضطر للتعامل معه وانا لا اريد أو حتى لا اتعامل معه فتزداد الضغينة ، ماذا لو استخدمت خاصيه الصامت مع كل شخص تكلم معى باسلوب غير لائق أو وانا اجلس فى مكان يتحدث من فيه بامور لا تعنينى ..

اعجبتنى التقنية بنفس قدر خوفى وكرهى لها، انا اتبعها بشكل ابسط وبحسب امكانياتى المحدودة بالرغم من لوم الاخرين لى احيانا، عندما اتعرض لسوء معاملة أو أسلوب يغضبنى، انسحب تماما لا اتناقش ولا اعلل ولا ادخل فى نقاشات صماء، يصبح الشخص بالنسبة لى هباء، وبالرغم من سلمية الابتعاد دون دخول فى مهاترات لكن الرجوع صعب حد الاستحالة، فوصولى لمرحلة الابتعاد كانت نهاية وليست بدايه وتعنى اننى وصلت لكفايتى من الهراء…

ياليتنى استطيع الحظر وياليت الحظر ليس فقط للاشخاص، لكنت حظرت الظلم وحظرت الجهل والجوع، وكنت لاحظر اسرائيل،واحظر الاشتياق والفراق والحزن، واحظر كل ماهو قبيح لنستكمل ما تبقى لنا فى الدنيا ونحن مرتاحين البال..

فالحياه رحله مرهقه لا راحه فيها الا سوعيات، ومع ذلك نتكالب ونحارب ونجرح ونحارب ونظلم، اللهم راحة اللهم راحه اللهم راحه..

black mirror white christmas block

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى