فكر وادب ولغه

فنجان قهوه مع ماهيتاب احمد

جدتى والاسكندرية

كتبت .ماهيتاب احمد عبد الباسط

جدتى والاسكندرية

كل من يعرفنى يعرف جيدا حبى لمدينة الاسكندرية، وخصوصا بل وبالتحديد فى فصل الشتاء، أعشقها بتافصيلها وشوارعها ..

ذهبت الى الاسكندرية هذا الشتاء ولا اعرف هل هو القدر أم المشاعر التى وضعت خطة معينه أن أجلس وحدى لمدة دقائق معدودة وحدى فى سان جوفانى انظر الى كبرى استانلى من الاسفل ثم تنهدت وتذكرت جدتى رحمة الله عليها ..

ما هذا التشابهه الرهيب بينهما الاسكندرية فى الشتاء وجدتى، تشبه عمارات الكرنيش القديمة العريقه تجاعيد يد جدتى عندما كنت أقبلها كلاهما تأثر بعوامل التعرية والزمن كلاهما شاهد الكثير من الاحداث الجميل منها والحزين كلاهما صامد رغم كل شىء.

كلاهما راقى ومتحضر، فالاسكندرية فى الشتاء مكان جميل يشبع كل من يزوره بالقدر الكافى من الطمأنينة والراحه واننا مازلنا لنا تاريخ وعراقة، وهكذا جدتى رحمة الله عليها، الاجتماع عندها كان يشعرنا باننا مازلنا لنا اصل مربوط بهذه الارض وان ماضينا ما هو الا هذه السيدة الراقية .

كلاهما كبير السن لكنه مفعم بالشباب، فالاسكندرية منذ الاسكندر الاكبر ولها عمر تاريخى عظيم، لكنها دائما متجددة وتحتوى ابنائها من الشباب فلا يريد اغلبهم تركها كما المدن الاخرى، هكذا جدتى الحبيبة بالرغم سنها الكبير كانت عندما نجتمع عندها واتحدث انا وبنت خالتى اليها عن اصدقائنا أو مشاعرنا وعواطفنا و مشاكلنا كانت تتحدث معنا وتفهمنا بل وايضا كنا نتدلل عليها بالكلمات وكأننا اصدقاء فتضحك، كانت تأكل معنا الايس كريم بحب وكأننا جميعا اصدقاء من نفس العمر ..

 كلاهما صامد، فالاسكندرية راقية عريقة لكنها تعرضت للكثير من الازمات فصمدت وظلت هذه المدينة التى تتمتع بأجوائها الخاصة و واجهه كل مثقف حالم أو حزين أو طالب للعزلة أو حتى طالب للتجمع، هكذا جدتى تعرضت للكثير من وفاه فلذه كبدها لمرضها وعدم قدرتها على التحرك بسهولة الا انها صمدت وأكملت المسيرة وأصبحت وجهتنا جميعا ففى بيتها تقام الاحتفالات والتجمعات وحتى جلسات ما بعد المناسبات..

كلاهما مضياف، فالاسكندرية مدينة بها الطعام بكل أشكاله، حتى أننى أرجع منها دأئما بزيادة وزن ملحوظة، البان سويسرا/الفلاح/ محمد أحمد /بلبع /ابن حميدو/ الشيخ وفيق وغيرهم وغيرهم اصاب بالتخمة حقا عندما اذهب الى الاسكندرية، هكذا جدتى دائما التجمع عندا بوليمة فى الافراح وحتى المناسبات الحزينة، لا انسى ابدا لها موقفا ينم حقا عن رقيها وكرمها أثناء وفاه فلذة كبدها وبها ما بها كانت حريصة أن تباشر الاهتمام أن جميع من أتو من سفر قد اكلوا وتلح بشدة، وفى أول يوم رمضان والاستعدادات العظيمة قبلها واشرافها على كل كبيرة وصغيرة..

كلاهما لايموت الاسكندرية مدينه مهما قدمت لا تموت، وجدتى فكرة ومثل ودم يجرى فى العروق ايضا لا تموت..

 

رحمة الله عليكى يا حبيبة القلب ، واعذرينى أن لم أكن حاضرة وقت وفاتك، فلو تعلمى تأنيب ضميرى لهذا  الحدث والله انه أحيانا يقيظنى من نومى فلا انام ثانيا حتى تطلع الشمس..

لا أعلم لماذا تجتاحنى ذكرياتنا معا وأنا طفلة وسفريتنا الى البلد معا وسفرنا بورسعيد والمصايف كم كنت ملتصقة بكى كثيرا وأنا طفلة، عسى الله يجمعنا جميعا مع كل الأحبة فى جنته وتحت ظله….

وفى النهاية ظلمتك بهذه المقارنة فوالله يا حبيبتى أنتى أجمل من الاسكندرية فى الشتاء…….

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى