خــاطرة اخر قطـــار لــ / بـشـرى بـدّور
كتبت .ا. بشرى بدور
اخر قطـــار
من النادر أن اُسافر بالقطار، لكن تلك المرة عزمت علي ذلك من باب الفضول والمغامرة
أقول مُغامرة لأنني كنت أخافه مُنذ الصغر ، أحسه شكله مرعب كـتنين قادم سـيلتهم كل شيء في طريقه ، أكره صوت إحتكاك عجلاته بالقضبان ، حتي صافرته تُرهبني وتحزنني ..
لكن اليوم قررت أن اُجرب ربما تختلف مشاعرى وأحاسيسي بعد التقدم في العمر، ذهبت إلي شباك الحجز وكانت وجهتي للقاهرة .. جلست بجانب النافذة
لكن .. مع بداية تحرك القطار عادت لي مخاوفي السابقة ،،، فطريق السكة الحديد ليس كالطرق الاخرى ، يبدو موحشاً غالباً إلا ماندر من محطات بجوار العمران ..
تابعت الركاب من حولي ، فمنهم من يغطون في نومٍ عميق ، وآخرون يقرؤون أو يستغرقون مع موبايلاتهم ،،
أما الباعة الجائلين فكانوا يصعدون عند كل محطة ويحاولون بأستماتة بيع مايحملون … اكره بشدة رائحة الحمامات !!
لم تراودني أي أفكار كما تعودت في سفرى بوسيلة اُخرى حول مشاهداتي ..
كان همى الأكبر هو أن لا يخرج القطار عن قضبانه ويحدث حادث ..
هانحن قد وصلنا إلي محطة الوصول .. غادرت القطار وأنا عازمة علي عدم تكرار التجربة
وتيقنت أن مشاعرنا البكر تجاه أي شئ تظل عالقة في داخلنا وتطفوا علي السطح كلما حان وقتها ،،
فهي لاتموت إلا بموتنا …