فكر وادب ولغه

منى مجدى تكتب ..رثاء أمى الروحية. السيدة آمال شحاتة.. الأقرب إلى الروح والقلب.

كتبت .منى مجدى زكى المليجى

رثاء أمى الروحية. السيدة آمال شحاتة.. الأقرب إلى الروح والقلب.
إنها المرة الأولى التى أكتب رثاء فى حياتى.
لقد شعرت اليوم أن دوامة الحياة غادرة حقاً، فتلك الدوامة التى تبدأ على هيئة دائرة كبيرة فى صغرنا متضمة الأقارب والأحبة والأصدقاء وتظل تدور الدوامة بنا وتصغر تدريجيا وتستنزف من وقتنا وطاقتنا وما نمر بيه من أزمات على مدار السنين وكثرة مشاكل الحياة وما نتعرض له من صدمات من أشخاص نتعثر خطأً بيهم، وبسبب كل هذه العثرات تنسنا دوامة الحياة أن نظل على تواصل مع أغلى الناس وأحب الشخصيات القريبة إلى القلب، بالفعل نذكرهم ونتحدث عنهم فى مجالسنا ونتذكر أيامنا معهم، ونحزن لأن هذه الأيام قد مضت ولم نعد نشعر بمتعة مثل الماضى، وإذا حادثنا من نحب ونسترجع معهم أيام القرب الجميلة نبتسم ونتمنى أن تعود، ونتسائل ما السر فى الماضى، يا ليت نستنشق رائحة أيام الزمن الجميل وكأن كلما مر الوقت تشدنا الدوامة إليها بعنف أكبر وتضيق علينا الدائرة وتشتد سرعة دورانها، وتعمى أعيننا عن من نحب.
فلم نعد نسمع ولا نرى إلا من القليل.
وننتبه فاجأة على خبر فقدان أعز الناس إلى القلب، لقد كان وقع الخبر على عند سماعه من أختى الحبيبة صادم لدرجة أنى لم أستوعب الإسم وقولتلها مين؟؟!. صدمت. وصمت. وتحجرت وأنا استرجع ذكرياتى معكى يا طنط آمال، وأحاول سماع نبرة صوتك المميزة، لقد كنتى أم حنونة وصديقة محببة إلى القلب، وكنتى تستوعبى الجميع.
كم كنتى محبها للحياة، كم كنا نستمتع بالجلوس معك والسهر للصباح ونحكى ليك كل أحداثنا وما نمر بيه. كم كنتى مصدر إلهام وقوة، سمعت الخبر وتوجع القلب وتحجر العقل لعدم المقدرة على تصور أنى لن أراها مرة أخرى.
لم أندم مرة فى حياتى مثلنا ندمت اليوم أنى لم أحداثها منذ فترة كبيرة، حقا لعنة الله على تلك الدوامة الزائفة التى سرقت منا أحلى الأوقات مع من نحب.
كنت أظن أنى استنفذت كل ما أملك من دموع وأنى لن أبكى مرة أخرى فى حياتى، لكنى أبكى بشدة فى هذه اللحظة. رحمة الله عليك حبيبتي الجميلة مولى. اللهم تقبلها يارب مع عبادك الصالحين ومتعها بنعيم الجنة مع الصدقين والأبرار…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى