فكر وادب ولغه

ماهر

قصة قصيرة

تأليف :علية خضر:موجه عام الإعلام التربوي بدمياط سابقا

:” انتظري ياسعاد باب الشقة مفتوح، وأنا أتذكر جيداً أنني أغلقته عند ذهابي للعمل صباحاً!
أغلقي التليفون الآن سوف أتصل بك مرة أخرى لا تقلقي نعم سوف أطمئنك إن شاء الله:”
ودخل الأستاذ (عادل) الشقة بحذر شديد، وتجول بها، ووجد كل شىء بها على مايرام ـــ
:” وقال يحدث نفسه مستحيل إني نسيت باب الشقة مفتوح لقد أغلقته بالمفتاح، ثم انصرفت لعمل لعملي:”
لاحظ الأستاذ (عادل) ورقة صغيرة معلقة خلف باب الشقة أحضر النظارة، وأقترب منها ثم بدأ القراءة وجحظت عيناه ، وأصفر لونه، وأرتعشت يداه، وكاد أن يفقد الوعي، وعاد للحديث مع نفسه كيف فاتني أن أطمئن عليه قبل كل شىء ؟ كيف لم ألاحظ اختفاءه؟ كيف وهو كل شىء في حياتي
ووليفي وأنيسي وإبني وصديقي الوحيد في هذه الدنيا، وأخذ يعتب على نفسه ويلومها ــــ
ودق جرس الهاتف، ولكنه كان مشغولاً مهموماً فلم يعره إهتماماً ظناً منه أنها (سعاد) أخته تطمئن عليه فلقد وعدها بالإتصال، ولم يفعل، وظل هكذا فترة من الزمن لا يدري كم هي، وظل الهاتف يدق أكثر من مرة فقام بالرد، وكانت صدمته كبيرة إنه من ترك له الورقة خلف الباب ــــ
:” يسأل لماذا لا ترد؟ نحن نعلم إنك بالمنزل! هل قرأت الورقة؟ ماذا ستفعل إياك والشرطة نحن في انتظار ردك، وإلا لن تراه مرة ثانية، وستندم عندك وقت للغد، ثم أنت تعلم الباقي وأغلق الهاتف:”
ظل عادل مشتتاً فترة من الوقت لايدري ماذا يفعل؟ كيف يتصرف فالمبلغ المطلوب كبير، وهو لا يملكه فهو موظف صغير وراتبه فقط يكفيه ذل السؤال هل يلجأ لسعاد أخته ولكن ( سعاد ) بخيلة وحريصة على القرش، ولن تعطيه أي مبلغ خاصة لو عرفت أنه فدية ( لماهر) فهي لا تحبه، وطلبت منه مرات عديدة التخلص منه وتوفير مصروفه، ولولا تعلق (عادل ) وحبه الشديد ( لماهر) لكانت تخلصت هي منه من فترة طويلة خاصة أنها تعرف أن ( ماهر) لا يحبها ولا يرحب بها أثناء زيارة أخيها بل يظل يردد كلمة واحدة ( بخيلة) الى أن تنصرف ظل (عادل) سارحاً يفكر
ولم ينتبه لدخول فجر يوم جديد، ودق جرس الهاتف ورد ودقات قلبه أعلى من دقات (الطبل)
وحدد له الخاطف مكان تسليم الفدية، ولكن (عادل) طلب منه مهلة أخرى حتى يستطيع توفير المبلغ المطلوب وطلب كذلك تخفيض المبلغ، وكان الرفض هو الرد والإنذار بالقتل ( لماهر) إذا لم يذهب بعد ساعة لتسليم الفدية المطلوبة في المكان المحدد، وأجهش (عادل ) بالبكاء الحار لعدم قدرته على إفتداء من يعتبره ولده وصديقه الوحيد، ومرت الساعة كأنها دهر ودق جرس الباب، وفتح (عادل ) ليجد (ماهر) الببغاء! الغالي على قلبه مذبوحاً أمام الباب دون رحمة، ولا شفقة، وإنهار(عادل) في بكاء مرير على فقد من كان له بمثابة الإبن والصديق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى