فكر وادب ولغه

صراع

الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي محمد غزال

نحن مدينون لهذا السواد الذي يتشح به عالمنا ولجلبة الصخب الدامية التي تعبث بزهو شبابنا على مدى عقد من الزمن

الأوجاع تصقلنا دوما تجعلنا أقوى بكثير وأكثر تأهيلا لمواجهة الحياة في معاركها المربكة والمزلزلة

الحياة صراع بالدرجة الأولى صراع من أجل البقاء من أجل الحب من أجل الطمأنينة من أجل الظفر بلحظات تتوقف فيها اجراس الفوضى والشتات عن القرع في قبو ذواتنا

الخيبات هدايا القدر مغلفة بالأشواك تعزز جوانب قوتنا وتزيد من صلابتنا وتقوي الجوانب الرخوة في ثنايا القلب

الأحزان القصيرة تعزز ذائقتنا تجاه الفرح ، تجلعنا نستشعر عظمة كل لحظة عابرة للسعادة نتفحصها بألق ونتحسهها بلهفة كما كنا نفعل قبل أن تغزونا الأخبار العابرة للقارات التي أصابت مشاعرنا بالتلف والتبلد

قطار عبث السنين الممتد على سكة أحلامنا المسفوكة وأمنياتنا الشائخة في مقتبل عمرها إقترب من الوصول إلى آخر محطاته لم يكن سفرنا فيه عبثا هناك حلم كبير ينتظرنا لنحققه وما كان لنا أن نقدر عليه لو أن حياتنا كانت خالية من الأشواك والأحجار المتناثرة في دروبنا المتعرجة

حقيقة لم يكن الأمر سهلا أقر بذلك لكننا تجاوزنا رغم وقوفنا المتكرر بمحطات الفقد والخسارة والإهوال كل ذلك لم يمنعنا أن نتشبث بإستحقاقنا في الأمل بغد يرمم قروح قلوبنا يخرحنا من خضم هذه الدوامة إلى ربيع الأمنيات وفصول العوض الجميل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى