فكر وادب ولغه

آيلة للثبات

بقلم الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي محمد غزال

كنت دائما أحتفظ بين انكساراتي بلقب سمو الشجاعة
لأني كنت أختفي من الأحزان ورشاقة الوداع بدموع مخضبة بالصمت وأنا أتذوق موتي المسترسل في السقوط

أرمم خدوش روحي المطرزة بلعبة الظلام والرحيل بابتسامة مسروقة من أرحام كل الأكفان الجليدية

لكن حين أتدثر بها أتظاهر بأني امرأة آيلة فقط للثبات
لن أخذل جماهيري فقد تعودوا على مهازل صمودي

خسرت كل أيامي التي استحسنت طيبتي بفضل كمين الصداقة المزيف لذا سحبت كل أرصدتي العاطفية وأحرقتها
لكن كل قدراتي الدفاعية تقلصت وتبعثرت عرباتها حين ساقني السواد المذيل بالغروب إلى جثته

وقفت مع تجليات وساوسي منتظرة تكذيبا رسميا وديا من القبر أو أن تنتفض معجزة لتتهادى جثته بصراخ العودة

في تلك اللحظة حين يختلسون بقاءك وأنت تودعك معهم ثم تعود لكي تموت سعيدا وأنت تحاول إقناع كل جنونك المتراكم بأنك أغلقت ذكراه للأبد

لكن روحك تعرف بأنه مات ليحيا بداخلك
في آخر محطة للجحود والعشق ستقاطع زيارة قبره لتقنع كل تجليات طفولتك بأنه سافر وسيعود مع قوس قزح

ستنتظر مجيئه حتى بين كتبه وثيابه وطعامه المفضل وستحاول أن تقذف نفسك في نجاح تلو الآخر لم يعد يعنيك أمره لتداعب سروره البعيد
لكن هيهات لا طبيب يداوي الخسارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى