فكر وادب ولغه

ثقب اسود

كتب .مينا فايق 

للمرة العاشرة بهذا الأسبوع يتشاجرا لتعلن له انها لن تستطيع ان تكمل و انها تشعر انها قد أصبحت عبئا عليه و ان ما بينهم قد انتهي هنا و الان .. ينظر لها في عدم فهم حقيقي و الدهشة تكسو وجهه فلقد صدم و انهار تماما .. صدم للمرة العاشرة بهذا الأسبوع ..

يسير تائها لا يدري ماذا يفعل .. يشعر بغضب و الم عارم .. كيف تتركه هكذا و تذهب .. كيف تنازلت عنه بتلك السهولة .. يذهبا كليهما و يقضيان ليلة نابغية لا تري فيها اجفانهم نوماً .. يتألما و يغرقا فراشهما بكاءا .. يعتصرهما الالم و الخواطر السوداء .. كيف يمكنهما ان يمضيا فرادي كل واحد منهم دون الاخر ..

ما ان يشق نور الصباح عتمة الليلة الكئيبة القاسية حتي يأتي اليها ملهوفا ليبلغها انه لن يستطيع .. فتبادله بأنها حمقاء و ان حياتها من دونه جحيم ..

كان حبيبان حقيقيان ..

كان يتنفسها .. لا يذكر كيف بدءا او متي احبها و لكنه حتما قبل يولدا .. كل ما كان يعرفه انه صار يعشقها عشق الشجر للماء .. حياته من دونها ستذبل تدريجيا الي ان تجف أغصانه و من ثم يموت موتا بطيئا مؤلمًا .. كانت له كل معاني الحياة .. فمع ضحكتها تشرق شمس يومه الجديد .. كان يعشق غيرتها المجنونة عندما تراه مع زميلة او صديقه فتشتعل كبركان غواتيملا .. و ان لم يحاول تهدئتها بأسرع ما يمكن قد تشعل المدينه بمن عليها لاجله .. كانت هي الاخري تحبه بجنون ..

ما ان يلتقيا حتي يختفي البشر و المدن و البلدان بل و الكواكب و النجوم .. حبهما ثقب اسود يبتلعهما بعيداً فيزول الكون بمن عليه و يبقيان هم فقط لا يشعرون بشئ سوي هذا الحب الجارف كشلالات نياجرا .. حبا كاسحا مجنون غير قابل للسيطرة او التوقف او الترويض ..

كان يلامس سحاب السماء من فرط سعادته معها .. و كلما زادت سعادته زاد خوفه و اشتعلت نيران القلق بصدره فهو يعلم جيدا ان الدنيا لا تعطي كل هذه السعادة دون مقابل .. لذا فكانت سعادته يشوبها عذاب الخوف و القلق دائما .. سعادة قلقة متوترة .. كانت حلم عسير التصديق و لكن كل الدلائل تقول انه متيقظ و انه لا يحلم ..

كثيرا ما تسائل عن سر هذا الحب العظيم .. ربما لأجل كونه حبا مجنونا لا يعرف منطق او عقل .. حبا خارج الحسابات .. حبا أولي بكر .. حب ادم لحواء الاولي .. فلم يكن يري في الكون سواها .. هي و هي فقط .. بجنونها و مشاعرها الجامحة .. بضعفها و احتماءها فيه .. بغيرتها المجنونه ربما كانت حواء تغلي غيرة عندما يداعب ادم احد الحيوانات .. كانت تريده لها .. و لها فقط ..

هناك الكثير من الحب علي ظهر هذا الكوكب و لكنه ليس كحبهما بالتأكيد .. فحبهما كان من خارج هذا الكون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى